الصامت قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر رضي الله عنه: قوموا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق- يعني ابن أبي سلول- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إنه لا يقام لي إنما يقام لله) يحتمل أن يكون أراد قول الله عز وجل {يوم يقوم الناس لرب العالمين} وقيام المسلمين لله عز وجل في الصلاة. ويحتمل أن يكون لم ينكر القيام، وإنما أنكر غرضهم، أي إذا قمتم إلى تريدون حكم الله، فلا تستشعرون أن قيامكم إلي، واعلموا أن قيامكم إلى الله تعالى إذ كان حكمه هو الذي تبغون وأنه لأجله تقومون.
وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:(لا تقوموا عند رأسي كما تقوم الأعاجم على رؤوس أكاسرتها). وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:(من سره أن يقوم له الرجال صفوفًا فليتبوأ مقعده من النار). وجاء عن أصحابه قال: لم يكن وجه أكرم من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كانوا يقومون إذا رأوا إلى ما يعرفونه من كراهته.
في أهل الخيام والحوانيت: قال ابن عون: كنا مع مجاهد بالكوفة، فإذا خيام متقابلة، فقال: كان ابن عمر رضي الله عنهما يستأذن في مثل هذه يقول: السلام عليكم، ألج، ثم يلج. كما هو قبل أن يؤذن له. ويحتمل أنه كان يستأذن استطابة لنفس صاحب الخيمة التاجر، ولو رأى أن عليه استئذانًا لمريض حتى يؤذن له. وقال الشعبي رحمه الله، إذا فتح بابه وأخرج بره فقد أذن لك.
وجاء عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان لا يلج طلال أهل السوق حتى يستأذن وهذا جعل السوق بمنزلة البيت لأهله، إذا لم يكن فيها ممر. فإن كان فيها ممر فهي كسائر الطرق. ولا معنى فيها للاستئذان والله أعلم.
ومن وجوه المقاربة والمواصلة: إطعام الطعام، وهو مذكور في الحديث الذي رويناه، وذلك يحتمل وجهين: أحدهما أن يكون المراد به الضيافة، كان الموسعون