ومنها المذل: وهو المعرض للهوان والضمة. وهذه الأسماء السبعة مما ورد به الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا ينبغي أن يدعى جل ثناؤه إلا مع المقدم، ولا بالمذل إلا مع المعز، ولا بالميت إلا مع الحي المحي، كما قلت في المانع والمعطي.
ومنها الوكيل: وهو الموكل والمفوض إليه، علما بأن الخلق والأمر، لا يملك أحد من دونه شيئا.
ومنها سريع الحساب: فقيل معناه لا يشغله حساب أحد عن حساب غيره، فيطول الأمر في محاسبة الخلق عليه. وقيل معناه: أنه يحاسب يوم القيامة في وقت قريب لوتولى المخلوقون مثل ذلك الأمر في مثله لما قدروا عليه، ولاحتاجوا إلى سنين لا يحصيها إلا الله عز وجل.
ومنها ذو الفضل: وهو المنعم عما لا يلزمه.
ومنها ذو ائتقام: وجاء في الآثار: المنتقم وهو المبلغ بالعقاب قدر الإسحتقاق.
ومنها ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال: "لا تقولوا الطبيب""ولكن" قولوا الرفيق، فإنما الطبيب هو الله. ومعنى هذا أن المعالج للمريض من لآدميين وإن كان حاذقا متقدما في صناعته، فإنه قد لا يحيط علما بنفس الداء ولثن عرفه وميزه فلا يعرف مقداره، ولا مقدار ما استولى عليه من بدن العليل وقوته، ولا يقدم في معالجته إلا مطببا عاملا بالأغلب من رأيه وفهمه، لأن منزلته في علم الدواء كمنزلته التي ذكرتها في علم الداء، فهو لذلك ربما يصيب وربما يخطئ، وربا يزيد فيغلو وربما ينقص فيكبو، فاسم الرفيق "إذا" أولى من اسم الطبيب لأنه يرفق بالعليل فيحميه ما يخش أن لا يحتمله بدنه ويطعمه ويسقيه ما يرى أنه أرفق له.
فأما الطبيب فهو العالم بحقيقة الداء والدواء، والقادر على الصحة والشفاء، وليس