للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهذه الصفة إلا الخالق البارئ المصور، فلا ينبغي أن يسمى بهذا الاسم أحد سواه. فأما صفة تسمية الله تعالى به فهو أن يذكر ذلك في أحوال الاستشفاء مثل أن يقال: اللهم أنك أنت المصح والممرض والمداوي والطبيب ونحو ذلك. فأما أن يقال: يا طبيب كما يقال يا رحيم أو يا حليم أو يا كريم، فإن ذلك مفارقة لآداب الدعاء، والله أعلم.

ومنها ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال: "أن الله حي كريم" ومعناه أنه يكره أن يرد العبد إذا دعاه فسأله ما لا يمتنع في الحكة إعطاؤه إياه وإجابته إليه، فهو لا يفعل ذلك إلا وانه لا يخاف من فعله ذما كما يخافه الناس فيكرهون لذلك فعل أمور وترك أمور، فإن الخوف غير جائز عليه والله أعلم.

فصل

ولله جل ثناؤه أسماء سوى ما ذكرنا تدخل في أبواب مختلفة:

منها ذو العرش: ومعناه الملك الذي يقصد الصافون حول العرش لتعظيمه وعبادته، فهذا قد يتبع إثبات الباري جل ثناؤه على معنى أن للعباد ملكا وربا يستحق عليهم أن يعبدوه، وقد يتبع التوحيد على أن المعبود واحد والملك واحد وليس العرش إلا لواحد، وقد يتبع إثبات الإبداع والاختراع له لأنه لا يثبت العرش إلا لمن ينسب الاختراع إليه، وقد يتبع التدبير له، على معنى أنه هو الذي رتب الخلائق ودبر الأمور مقلا بالعرش على

<<  <  ج: ص:  >  >>