كل شيء، وجعله مصدرا لقضايا وأقداره، فرتب له حملة من الملائكة، وآخرين منهم يصفون حوله ويعبدونه.
ومنها ذو الجلال والإكرام: ومعناه المستحق بأن يهاب لسلطانه ويثنى عليه بما يليق بعلو شأنه. وهذا قد يدخل في باب الإثبات على معنى: أن للخلق ربا يستحق عليهم الجلال والإكرام، ويدخل في باب التوحيد على معنى: أن هذا الحق ليس إلا لمستحق واحد.
ومنها الفرد: لأن معناه المنفرد بالقدم والإبداع والتدبير.
ومنها ذو المعارج: وهو الذي إليه يعرج بالأرواح والأعمال. وهذا أيضا يدخل في باب الإثبات والتوحيد والإبداع والتدبير، وبالله التوفيق.
فصل
وإذا ثبت التحاق معاني هذه الأسماء التي عددتها بالعقائد الخمس التي وصفتها، وثبت انضمام شهادة أن لا إله إلا الله إياها، ثبت أنها تنظم معنى هذه الأسماء التابعة لها ويشتمل عليها كلها، فحصلت أجمع الأفكار وأسناها وأفخمها وأعلاها وأولاها بأن يتقرب إلى الله تعالى ويؤدي شكر ما علم من البيان بادامة ذكرها واستعمال اللسان ما أمكن بها، وحق لها أن تدعى كلمة التقوى كما دعاها الله، ويعصم الدماء والأموال والأعراض بها، ويدل الجنة من كانت آخر كلامه، وتزحزح عن النار من قالها مخلصا من قلبه، كما أخبر صلى الله عليه وسلم به، فالحمد لله الذي هدانا وإياه يستودعها ليحفظها علينا ويؤديها بفضله إليه أحوج ما يكون لها وينفعنا بها أنه ولي ذلك والقادر عليه.
فصل
وما يتبع الإيمان بالله جل ثناؤه التفكر في إثبات الله تعالى جده للاستدلال بها على إثباته ووحدانيته وقدسه وعظمته ووجوب طاعته، فإن في أخطار ذلك بالقلب تأكيدا للإيمان وتثبيتا للقلب، والإطراء له، ودفعا لخطوات الباطل عنه، والتفكير في وعد الله