"من شغله ذكري عن ملتي، أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" ثم الذي شذ عن هذا كله ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أكثر من ذكر الله بريء من النفاق".
وعن معاذ بن جبل رصي الله عنه، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإيمان أفضل؟ قال:"أن تعمل لسانك في ذكر الله" فبان بهذا أن ذكر الله تعالى إيمان وإذا كان الذكر وهو مما يبعث عليه الحب والخوف، وكل واحد منهما كسب العبد، ثبت أنهما إيمان، كما أن عقد القلب لما كان هو الباعث على الإقرار باللسان، وكان الإقرار إيمانا، كان الاعتقاد إيمانا، والله أعلم.
وإذا كان محل ذكر الله عز وجل ما وصفت، كان من حق المبد أن يحافظ عليه، ولا يخل به ما استطاع ثم أن يتخري من الأذكار ما طهر فضله وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحث عليه. فمن ذلك قوله الذي صح منه:"كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحا الله وبحمده، سبحان الله العظيم".
ومن ذلك ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:"أربع كلمات لا تضرك هذه دابة: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر". وقد خصت بهذه الأذكار صلاة شرع التنفل بها لمن أحب، فروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجعفر بن أبي طالب رضي الله عنه لما قدم من أرض الحبشة:"ألا أخبرك إلا لنجيك" فعلمه هذه الصلاة.
وروي عنه صلى الله عليه الصلاة والسلام أنه علمها العباسي، وأمره أن يصليها كل يوم مرة فقال لا أستطيع قال ففي كل جمعة. قال: لا أستطيع. قال: في كل شهر. فقال: لا أستطيع. قال: ففي كل سنة مرة تكبر الله وتقرأ الفاتحة وسورة ثم تقول: سبحان الله والحمد لهل ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها عشرا، ثم ترفع فتقولها عشرا. وفي الثانية مثل ذلك، فذلك مائة وخمسون مرة، ومن ذلك الاستغفار.