للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: عند اجتماع المسلمين على الدعاء. ومنها: إدبار المكتوبات. ومنها: عند القيام من المجلس.

وأما المواطن: فالموقفان والحرمان وعند البيت والملتزم خاصة وعلى الصفا والمروة.

فأما الفصل الأول

فتفسيره أنه ليس لأحد أن يتشبه بإبراهيم صلوات الله عليه وسلم، فيدعو الله جل ثناؤه أن يريه كيف يحيي الموتى. ولا أن يتشبه بموسى صلوات الله عليه فيقول: {رب أرني أنظر إليك} ولا أن يتشبه بعيسى صلوات الله عليه فيقول: {ربنا أنزل علينا مائدة من السماء}.

ولا لأحد أن يسأل الله جل ثناؤه إنزال ملك عليه فيسله عن خبر من أخبار السماء، إحياء أبوية وإحياء ولده، لأن بعض العادات إنما تكون من أمر الله تعالى، التأييد من يدعو إلى ذنبه لشهوات العبادات ومناهم إلا أن يكون السائل نبيا، فيجمع إجابته أثناء نبوته وتأييده بما يصدق دعوته، ولكنه إن دعا كما دعا نوح صلى الله عليه وسلم فقال: {رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا} جاز لأن الله عز وجل إنما فرض الجهاد ليقاتل المشركين. فإما أن يسلموا وإما أن يستأصلوا، فمن دعا بهذا الدعاء فإنما يسأل تيسير ما أمر الجهاد لأجله، وليس ذلك من شهوات النفوس وأمانيها، وإنما يبعث عليه نقص من الله تعالى، فكان دعا النبي صلى الله عليه وسلم وغير النبي واحد والله أعلم.

وليس لأحد أن يدعو فيقول: اللهم اجعل لي الصفا ذهبا، أو احبس لي الشمس، أو برد لي النار، لأن هذه أشياء خص الله لكل شيء منها نبيا، ليظهر بذلك محله وقدره عند عباده. فكان تحويل الصفا ذهبا مما ورد الخبر، بأن جبريل صلى الله عليه وسلم نزل على بينا صلى الله عليه وسلم يخبره عن الله تعالى في ذلك. فقال: "بل أكون عبدا نبيا".

وحبس ليوشع بن نون صلى الله عليه الشمس، وتبريد النار إبراهيم الخليل صلوات الله عليه. فمن سأل الله تعالى لنفسه شيئا من (هذا) فإنما يسأل الله أن يسوي بينهم وبينه ويلحقه فيما أهلهم له من ذلك بهم، فلا فرق بينه وبين من يقول: رب اسجد لي ملائكتك،

<<  <  ج: ص:  >  >>