للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، ويضع عنهم أجرهم والأغلال التي كانت عليهم، فالذين آمنوا به وعززوه ونصروه، واتبعوا النور الذي أنزل معه. أولئك هم المفلحون، ولأنه رأفة ورحمة وحكمة وعلمًا وحلمًا، املأ الأرض خيرًا ونعما نفعا، ولا يضر شيئًا. ولا ينزع بعصاه ولا بسوطه إلا في سبيل الله من سبلي. اسمه أحمد، إلا في مولده بمكة ومهاجرة بطيبة ثم يظهر التوحيد في الأرض، والتسبيح والتكبير والتحميد، وبه تكثر وتفشو أمته الحمادون الموحدون خير أمة أخرجت للناس، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر إيمانًا بي وتوحيدًا وإخلاصًا لي وتصديقًا لما جاءت به رسلي.

وفي حديث آخر. إن الله تعالى لما قرب موسى قال:} رب إني أجد في التوراة أمة في صدورهم أناجيلهم، وكان من قبلهم يقرأون كتبهم تطيرًا، ولا يحفظونها، فاجعلهم أمتي، قال تلك أمة محمد. قال: فإني أجد في التوراة أمة يأكلون صدقاتهم في بطونهم وكان من قبلهم إذا خرج صدقته بعث الله عليها نارًا يأكلها، فإن لم يقبل لم تقدمه النار، فاجعلهم امتي. قال: تلك أمة أحمد. قال: رب إني أجد في التوراة أمة إذا هم أحد بسيئة لم تكتب عليه، فإن عملها كتبت عليه سيئة واحدة، وإذا هم أحدهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف، فاجعلهم امتي. قال تلك امة محمد: وقرأت فيما يقال أنه برحمة زبور داود، قال لنبي إسرائيل ومر سليمان يقل من بعدك أن الأرض أورثها محمد وأمته وهي خلافتكم، فلا تكون صلاتهم بالطنابير، ولا يقدسوني بالأوتاد. وهو الذي يشبه أن الله تعالى أراده بقوله:} ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون {.

ومما ذكر العلماء أنه في التوراة. إذا جاءت الأمة الأخيرة إتباع راكب البعير، يسبحون الرب في الكنائس الجدد، بأيديهم سيوف ذات شهرتين ينقضون من الأمم، فاستبشروا بهم، وبادروا إليهم. وفيها أن سيأتيكم نبي من أخوانكم فاسمعوا له وأطيعوا. ولا يمكن أن يكون أراد بهذا عيسى صلى الله عليه وسلم، لأنه من قبل أمة نبيهم لا من إخوانهم. إنما إخوانهم

<<  <  ج: ص:  >  >>