الحمر والحمير إلى أرض البؤس والجوع معًا. فقالوا: أنت أعلم. قال: إني إنما خرجت أتو كف نبيًا يبعث، وقد أظلكم زمانه، هذه البلدة مهاجرة، فكنت أرجو أن أدركه فاتبعه، فإن سمعتم به فلا تسبقن إليه، فإنه يبعث بسفك الدماء وبسبي النداري، فلا يمنعكم ذلك منه، ثم مات.
فلما كان في الليلة التي في صباحها صبحت قريظة، قال لهم ثعلبة وأسيد وأسد، كانوا فتيانًا شبابا. يا معشر يهود. أنه الرجل الذي كان وصف لنا، فاتقوا الله واتبعوه، قالوا: ليس به بلى والله، أنه هو ثم نزلوا فأسلموا.
وفي حديث سيف بن ذي يزن: أنه لما ظهر على الحبشة، وذلك بعد مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنين أتاه وفود العرب وأشرافها وشعراؤها مهنئة، ونذكر ما كان من بلائه وطلبه بثأر قومه، وأتاه وفد قريش فيهم عبد المطلب بن هاشم وأمية بن عبد شمس وعبد الله ابن جدعان وأسد بن عبد العزى ووهب بن عبد مناف وقصي بن عبد الدار، فدخل عليه بأذنه، وهو في رأس قصر يقال له غمدان، عليه بردان أخضر أن مرا به يأخذهما متزر بالآخر، سيفه بين يديه، وعن يمينه وشماله الملوك وأبناء الملوك. فأخبر بمكانهم فأذن لهم، فدخل عليهم فدنا منهم عبد المطلب فاستأذنه في الكلام، فأذن له، فقال: أن الله أحلك أيها الملك محلاً رفيعا باذخا منيعا شامخا وأتاك بأطايب ارومية، وعظمة حرنونية وثبت أصله وبسق فرعه في أطيب مواطن وأكرم معدن، وأنت أبيت اللعن - ملك العرب وما فيها، وربيعها الذي به يخصب، وأنت ملك العرب، الذي له سباد وعودها الذي عليه العماد، ومعقلها الذي يلتجئ إليه العباد، سلفك خير سلف، وأنت لنا منه خير خلف، فلن يهلك ذكر من أنت خلفه، ولن يحمل ذكر من أنت سلفه، نحن أهل حرم الله وسدنة نبيه، أشخصنا إليك الذي أنهجنا من كشفك العرب الذي فرحنا فنحن وفد التهنئة، لا وفد الرزئة. فقال له الملك: ما أنت أيها المتكلم، فقال: عبد المطلب بن هاشم. قال: ابن أخي؟ قال نعم قال: أدنه ثم أقبل عليه وعلى القوم وقال: مرحبا وأهلاً وناقة ورجلاً ومشتاقا سهلاً وملكا ونجلاً يعطي عطاء جزلاً، وقد سمع الملك مقالتكم، وعرف رسالتكم، وقبل وسيلتكم فأنتم أهل الليل والنهار، لكم الكرامة ما أقمتم والخباء إذا أطعتم وكان أول من قال مرحبا وأهلاً وناقة ورجلاً فأرسلها مثلاً،