للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العجمي يكون كفؤًا للحور العين، فكيف أبيتم أن يكونوا كفؤًا للعربيات؟

هذا وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، كائنًا من كان، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير عريض)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أنسابكم هذه ليست نساب على أحد، ما أنتم ولد آدم طف الصاع لم تملؤوه، ليس لأحد على أحد فضل إلا بالدين أو عمل صالح، حسب الرجل أن يكون بدنًا فاحشًا بخيلاً).

وروى عن عمر رضي الله عنه أنه قال لرجل من قريش وخطب إليه رجل من الموالي أخته وأعطاها وأرغبها فأبى القرشي أن يزوجه قال له: وإصلاحًا وقد أحسن عطيته أختك؟ قال القرشي: لها حسب، وليس لها بكفؤ، فقال عمر: قد جاءكم بحسب الدنيا والآخرة، أما حسب الدنيا فالمال، وأما حسب الآخرة فهو الهدى! انكح الرجل إن كانت المرأة راضية، فرضيت المرأة، فزوجه.

قالوا: زوج النبي صلى الله عليه وسلم المقداد بن الأسود وهو من الموالي إلى ضياعة بنت الزبير بن عبد المطلب. وزوج زيد بن حارثة وهو مولى زينب بنت جحش، وأمها أميمة بنت عبد المطلب، وقال: (إنما زوجت المقداد وزيد بن حارثة ليعلموا لأن الأشرف، الأشرف للإسلام)، بما أوردنا من هذه الروايات بطلان قولكم: إن العجم ليست أكفاء العرب.

ومنها ما قالوا: قد غير الله تعالى بالعجم، فقال:} وإن تولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم {قال أبو هريرة نزلت هذه الآية وسلمان إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا رسول الله، من هؤلاء؟ فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذ سلمان فقال: (هذا وقومه والذي نفسي بيده لو كان الإيمان بالثريا لتناوله رجال من فارس).

<<  <  ج: ص:  >  >>