ومنها أن يحسن صوته للقراءة أقصى ما يقدر عليه. ومنها. أن يرتل القراءة ولا يهذها هذاء، ومنها أن لا يقرأ القرآن كله في أقل من ثلاث. ومنها أن يعلم القرآن من يرغب إليه فيه، ولا يترفع عنه، بل يحتسب الأجر فيه ويغتنمه. ومنها أن يقرأ بالقراءة المستفيضة الجمع عليها، ولا يتعداها إلى الغرائب والشواذ.
ومنها: أن لا يقبل القراءة إلا من العدول العلماء بما أخذوا وبما يؤدوا. ومنها: أن لا يعطل مصحفًا إن كان عنده. ولا يأتي عليه يوم لا ينظر فيه ولا يقرأ فيه. فإن كان يحفظ القرآن قرأه من المصحف وقتًا، وغير ناظر فيه، ولا يهمله إهمالاً، ومنها أن يقطع قراءته آية آية ولا يدرجها إدراجًا. ومنها أن يتحرى بقراءته وختمه الصلاة، فتكون قراءته فيها ما استطاع ولم يمنعه مانع. ومنها أن يعرض القرآن في كل سنة ما هو أبين فضلا في القراءة منه، وأولى الأوقات بذلك شهر رمضان.
ومنها: أن يزداد من القراءة في شهر رمضان على ما يقرأ في غيره. ومنها ترك الممارات في القرآن. ومنها أن لا يقرأ القرآن بالظن، ولا يقال معنى هذه الآية هكذا، إلا بدلالة تقوم عليه. ومنها أن لا يسافر بالقرآن إلى أرض العدو ولم يتجاوزها إلى أن يعرب القرآن ويقرأه بالتفخم ولا يتجوزانه. ومنها أن يؤخذ في سورة منه لم يجاوزها إلى غيرها قبل أن يستكملها. ومنها أنه إذا أراد أن يتم الختم له بإطلاق، استوفى الحروف المختلفة فيها فلا يبقى حرف يثبته فارئ من إعلام القرآن ولم يقرأوه.
ومنها أن يقرأ في أول كل سورة ما خلا سورة التوبة "بسم الله الرحمن الرحيم" ويحافظ على ذلك في فاتحة الكتاب أشد من محافظته عليه في غيرها، بل لا تحل بها فلا يكون قد ترك الآية الأولى منها. ومنها أن يعرف في كل سورة جاء في فضلها أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يدع قراءتها في وقت ورد الخبر بفضل قراءتها فيه.
ومنها أن يستشفي قارئ القرآن بما يجيئه منه، ويتبرك بقراءته على نفسه وعلى غيره، مريضًا وحزينًا وخائفًا ومغتمًا ومسافرًا، وقته وغير وقته، ويتبعه الدعاء والمسألة. ومنها أن يفرح بما أتاه من القرآن فرح الغني بغناه، وذي السلطان بسلطانه ويستعظم نعمة الله تعالى عليه ويحمده عليه. ومنها أن لا يباهي بقراءة القرآن قارئًا غيره.