للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما صفة صلاة الضحى فلم يبلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم خالف بينهما وبين سائر التطوع إلا ما سمعت من أنه لما افتتح صلاة الضحى قال: (الله أكبر ثلاث مرات، ثم قال: الحمد لله ثلاث مرات، ثم قال: سبحان الله بكرة وأصيلاً ثلاث مرات. قال: اللهم إني أعود بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفثه ونفخه) وقيل: أما همزة فالموته، ونفثه الشعر، ونفخة الكبر.

وأما صلاة التسبيح: فإنه روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب: (يا عماه ألا أعطيك، ألا أمنحك، ألا أحبوك: تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة، قلت وأنت قائم: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها عشرًا، ثم تسجد فتقولها عشرًا، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرًا، ثم تسجد فتقولها عشرًا، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرًا، فتلك خمس وسبعون مرة، تفعل ذلك في كل ركعة. فإن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل، فإن لم تفعل ففي كل جمعة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة، يغفر الله ذنبك كله).

فدل هذا الحديث على أن هذه الصلاة مستحبة مندوب إليها، عظيمة الفضل، كبيرة الأجر. وفي سياقة دليل على أنها ليست من السنن التي يكره تركها والله أعلم.

فصل

وأما قيام الليل، فإنه في شهر رمضان سنة، وفي سائر الشهور مستحبة، ولا يقال له سنة. روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (رمضان شهر كتب الله عليكم صيامه وسننت لكم قيامه. فمن صامه وقامه إيمانًا واحتسابًا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه).

فنص أن القيام في هذا الشهر سنة، ثم أبان ذلك من وجه آخر، وهو أنه صلاة بهم جماعة

<<  <  ج: ص:  >  >>