وإذا فرغ من الوتر وسلم قال: سبحان الملك القدوس ثلاثًا ويرفع بها صوته. روى ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإن وصل بذلك قوله: سبوح قدوس، رب الملائكة والروح، فهو حسن.
فصل
وإذا أوتر ثم قام، فقد ذهب بعض السلف إلى أنه يصلي ركعة واحدة ليصير ما نفل من أول الليل وآخره شفعًا، ثم يستقبل الوتر إذا فرغ من قيامه، وذهب آخرون إلى أنه إذا فعل ذلك كان أوتر في ليلة واحدة وترين، فيصلي ما بدا له، ويكفيه الذي صلاها قبل أن ينام، وبهذا نقول بأن جميعها نوافل ليلة واحدة. وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أن أبا بكر رضي الله عنه من المجتهدين، وروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يوتر من أول الليل، ثم يقوم فيصلي مثنى مثنى حتى يصبح ولم يأمره بنقض الوتر ثم إعادته، ولم يزده على أن قال:(أخذت بالحزم)،
وروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:(لا وتران في ليلة). وقد روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم من فصله أنه أوتر فصلى تسعًا وصلى سبعًا ثم ركع ركعتين بعدما سلم.
فصل
وقد بقي من سنن الصلاة ما لم يذكر، وهو ركعة الطواف وركعتا دخول المسجد. قال النبي صلى الله عليه وسلم لسليك الغطفاني حين دخل المسجد وهو يخطب:(أركعت؟ قال: لا. قال: فاركع ركعتين، قال: لكل شيء تحية وتحية المسجد ركعتان، فإذا دخلت المسجد فلا تجلس حتى تصليها).
وأما ركعة الطواف فإنه روى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما طاف بالبيت، أتى المقام فصلى خلفه ركعتين، قرأ فيهما سورتي التوحيد: قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد. ثم تلا