للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قول الله عز وجل:} واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى {. وهو من الأعمال الموروثة. وقد ألحق بعض الناس بهذا الباب ركعتي الإحرام، وليس كما قال: لأن سنة الإحرام أن تكون خلف صلاة. وليس من سنته أن تصلي لأجله والله أعلم.

فصل

ومن الصلوات المستحبة غير المسنونة: الصلاة عند الزلازل والرياح العاصفة، والظلمة الغاشية. فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة). فأبان صلى الله عليه وسلم إن ظهور الآيات مقتض الفزع إلى الصلاة. والزلزلة والريح الشديدة والظلمة لا في وقتها، من الآيات. فكان من حقها الصلاة.

وروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى بالناس في زلزلة وقعت وقال علقمة: إذا فزعتم من أفق من آفاق السماء فافزعوا إلى الصلاة. وظهرت بالكوفة ظلمة فصلى تميم ابن حزام، وأمر بالصلاة إلى أن تنجلي. وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إذا سمعتم الخسوف فافزعوا إلى الصلاة، وأما صفة الصلاة عند هذه الأحداث، فإن عبد الله ابن عباس وعائشة رضي الله عنهما، رأيا أنها كصلاة الخسوف. ويحتمل إلى الاقتصار: إلى أن تقرير الصلاة المعهودة إلا بتوقيت، والتوقيت وجد في صلاة الخوف، ولم يوجد في غيرها. فكانت سائر الآيات قياسًا عليها في الصلاة عندها، ومردودة في صفة الصلاة إلى سائر أسباب الصلاة والله أعلم.

فصل

فقد بدأت هذا الباب من آياته عظم قدر الصلاة، بما وفق الله تعالى بفضله له. وأقول في جهة: إن من خصائص الصلاة، التي تزيدها فضلاً ويوجب لها فخامة وقدرًا أنه لا

<<  <  ج: ص:  >  >>