الجماعة، وخشي أن يسبقه الإمام أن يسعى، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إذا أتيتم الصلاة فلا تأثرها وأنتم تسعون، وأتوها وانتم تمشون وعليكم السكينة والوقار، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فاقضوا). ومن دخل المسجد فإنه يقول ما رواه علي رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد قال: (اللهم افتح لي أبواب رحمتك) وإذا خرج قال (اللهم افتح لي أبواب فضلك).
فصل
وقد كانت النساء يحضرن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وأمرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يخرجن إلا بفلاة، وغلظ عليهن في حس الطيب إذا خرجن، إلا أن عائشة رضي الله عنها قالت: لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نرى لمنعهن المسجد كما منعت بنو إسرائيل نساءها.
وقال عبد الله؛ احبسوا النساء في البيوت، فإنما النساء عورة، فإن المرأة إذا خرجت من بيتها استسرقها الشيطان، وقال لها: إنك لا تمرين بأحد إلا أعجب بك، وجاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(لفضل صلاة المرأة في بيتها على صلاتها في الجماعة خمسًا وعشرين درجة).
وجاءت امرأة أبي حميد الساعدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:(يا رسول الله إني أحب الصلاة معك، فقال: قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي) فأمرت فبني لها مسجدًا في بعض شيء من بيتها، وأظلمته. وكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل.