فإن قيل: فهلا منعنهن المساجد إذا كان الفضل لهن في الخلوة والانفراد، كما منع الرجال من التخلف عن الجماعة، إذا كان الفضل لهم في حضورها.
قيل: لأنه كان لهن في الحضور عذر لم يكن مثله للرجال في التخلف. وهو الدخول في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إذا قنت، وفي سلامه إذا سلم على القوم فيحلل. فإن كان ذلك يحصل بهن إذا حضرن ويقربهن إذا تخلفن، وكي لا يطبن نفسًا بالفوت فلم يضيق عليهن. وجاء أن يصل بحب ظنهن، وينتهي ببركة دعاه وسلامه إلى أكثر من الفضل الذي كان يكون لهن في لزوم البيوت. وهذا المعنى في جانب غيره، لا يقوى كقوته في جانب النبي صلى الله عليه وسلم كان الأولى بهن لزوم البيوت والله أعلم.
فصل
وإذا أراد الرجل الخروج إلى الصلاة، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(إذا خرجت من منزلك فصل ركعتين يمنعانك مخرج السوء، وإذا دخلت منزلك فصل ركعتين يمنعانك مدخل السوء). وهذا فيمن خرج إلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة صلى في بيته، وإن رجع من الفجر أو العصر لم يصل.
فصل
وينبغي للجماعة أن يسووا صفوفهم، والإمام يتعهد ذلك منهم، ويأمرهم به. جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسوي الصفوف كما يسوي القداح والرماح، وكان يقول:(ما يمنعكم أن تصف الملائكة الذين عند الرحمن؟ قالوا: وكيف يصفون؟ قال: يتمون الصف الأول، ويرصفون الصفوف رصفًا). وكان يقول:(لا تختلفوا فتختلف قلوبكم ولتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم). وجاء أنه كان إذا أقيم الصلاة،