للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإنس والجن فقلت: يا رسول الله والإنس شياطين قال: نعم ثم قال: قل يا أبا ذر، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فإنها كنز من كنوز الجنة. قلت: يا رسول الله ما أعظم ما أنزل الله عليك؟ قال: الله لا إله إلا هو الحي القيوم. حتى فرغ من الآية. قلت يا رسول الله، ما الصلاة؟ قال: خير موضوع من شاء أقل ومن شاء أكثر. قلت: فما الصيام؟ قال: فرض مجزي فما الصدقة. قال: ضعف مضاعف عند الله مزيد. قلت فأيه أفضل؟ قال جهد المقل أو سر إلى فقير. قلت: يا رسول الله، أي الأنبياء كان قبل؟ قال: آدم. قلت: ونبينا كان؟ قال: نعم. قلت: فكم المرسلون؟ قال: ثلاثمائة وخمسة عشر) وعنه صلى الله عليه وسلم: (صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر تذهب وغر الصدر) وجاء عنه صلى الله عليه وسلم: (سافروا تصحوا وصوموا تصحوا وأغزوا تغنموا).

وقد أبان الله عز وجل بقوله: {لعلكم تتقون} أن الصوم من أسباب التقوى الذي هو خير زاد المؤمن، من تزوده بين دنياه لآخرته. قال الله عز وجل: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى}. سماه الله. ويقول الله بالأسماء الخمسة التي ذكرتها: أحدها أنه جنة، والثاني أنه زكاة الجسد، والثالث أنه ضياء، والرابع أنه فرض مجزى والخامس أنه صبر. وهذه الأسماء الخمسة إبانة لمنزلة الصيام من العبادات. ثم إبان بقوله (صوموا تصحوا) أن فيه وقاء لعبادة منفعة أخرى، وهو أنه سبب لصحة البدن. فأما أخبار الله عز وجل بأن فرض الصيام على المؤمنين ليتقوا، وهو نظير قوله عز وجل في الصلاة {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}. لأن الانتهاء عن الفحشاء والمنكر هو التقوى. وحقيقة التقوى فعل المأمورية والمندوب إليه. فاجتناب المعنى فيه والمكره المنزه عنه، لأن المراد من التقوى وقاية العبد نفسه النار، وهو إنما يقي نفسه النار بما ذكرت. فبان أنه التقوى والصلاة أحد شقيها كما وصفها به الكتاب، لأن من حب الله تعالى إليه الصلاة ووفقه لها، ودلل أعضاؤه وجوارحه بها، لم يكن منتهيًا عن الفحشاء

<<  <  ج: ص:  >  >>