أي صوم الشهر بصيام ثلاثمائة يوم، وصوم ستة أيام بصيام ستين يومًا. فذلك ثلاثمائة وستون يومًا. وهذا الحساب موضوع على تبين الشمس دون القمر، لأن السنة الشمسية هي التي تكون أيامها ثلاثمائة وستين. فأما القمرية فإن أيامها ثلاثمائة وأربعة وخمسون، لأن شهرًا منها يتم وشهرًا منها ينقص.
وقد يجوز أن يكون المعنى: أن الله عز وجل وأن نقص من الشهر يومًا، فإنه يكمل له أجر شهر تام والله أعلم.
ومنها: صيام البيض. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(من كان صائمًا فليصم من الشهر ثلاثًا البيض، ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة). وأما ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر).
قال أبو ذر: صدق الله ورسوله في كتابه {ومن جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} فليس المراد به ثلاثة أيام سوى البيض، لكن ثلاثة أيام من كل شهر مستحب، وإن كانت هذه الثلاثة البيض فهي أفضل. ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من كان صائمًا من الشهر فليصم الثلاثة البيض).
وقال لإعرابي دعاه إلى طعام. فقال: إني صائم فقال: (أفلا جعلتها البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة). وقال رجل: قلت لابن عباس: أصوم ثلاثة أيام من الشهر، فأي الأيام أجعلها؟ قال: الأول: صم العشر البيض ثلاثة عشر وأربعة عشر وخمسة عشر، فمن لم يصم البيض صام من أول الشهر الاثنين والخميس الذي يليه.
هكذا روت أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقالت عائشة رضي الله عنها ولم تفسره: صم من الشهر السبت والأحد والاثنين وصم من الشهر المقبل الأربعاء والخميس والجمعة، وفي هذا إخراج الثلاثاء من الصوم. وليس لذلك معنى يعرف.