غير المعظم، فإن أشكل عليه من ذلك شيء فليلزم الحد المحفوظ عنه، وعن صحابته في الصلوات عليه وبالله التوفيق. ثم يسلم على الإمامين رضي الله عنهما كما سبق ذكره، وليس ما قلت بحد موقت وكيفما سلم ودعا بعد أن يكون حسنًا جميلًا فهو جائز. ثم يودع المسجد بركعتين ويدعو بما شاء ويقول: اللهم لا تجعل هذا آخر العهد بحرم رسولك، واجعل إلي العود إليه سبيلًا عاجلًا بمنك وفضلك.
فصل
وينبغي للحجاج إذا قدموا أن يتلقاهم أهل بلدهم ويلقوا أولادهم. قال عبد الله بن جعفر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفره يلتقي بضعاف أهل بلده، وأنه قدم مرة من سفر، فسبقت إليه فحملني بين يديه، ثم جيء بأحد ابني فاطمة، فأردفه خلفه، فدخلت المدينة ثلاثة على دابة وقالت عائشة: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلين من مكة حتى إذا كنا بذي الخليفة- وأسيد بن حصين بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم- فتلقانا غلامان من بني عبد الأسهل، وكانوا يتلقون أهاليهم إذا قدموا.
وقال مالك بن أبي عامر: كان عمر وعثمان رضي الله عنهما إذا قدموا من الحج تلقاهما الغلمان، هم الذين يتلقون لأنهم كانوا هم المخلفين من الرجال دون غيرهم. وكان عمر يقول: تلقوا الحجاج ولا تشيعوهم، وهذا لما في الانصراف وترك مصاحبتهم مما ينبغي أن يجد المؤمن في نفسه منه.
قال ابن عباس: لو يعلم المقيمون ما للحجاج عليهم لأتوهم حتى يقبلوا رواحلهم، إنهم وفد الله من جميع الناس، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: تلقوا الحجاج والعمار والغزاة، فمردهم أن يستعفروا لكم. قبل أن يتدنسوا، وينبغي للناس إذا تلقوا الحجاج أن يلتزموهم، بتأويل أنهم قد التزموا البيت الحرام. فإن قبلوا ما بين أعينهم لأنهم سجدوا على الحجر وفي الكعبة مسحوا جباههم عليها. وأعينهم لأنهم نظروا بها إلى الكعبة فذاك حسن.
والأصل في تلقي المسافر أن جعفر بن أبي طالب قدم يوم فتح خيبر من الحبشة فقال