رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ما أدري، لأنها أشد فرحًا بفتح خيبر أم بقدوم جعفر). فتلقاه فالتزمه وقبل ما بين عينيه. ويستحب للمسافر إذا رجع أن يدعو بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أقبل من سفر كبر ثلاثًا وقال:(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون، ساجدون لربنا حامدون، صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده). يقول ذلك كلما علا شرفًا أو أبنية، أو هبط واديًا. وينبغي للقائل أن يقدم ضحى النهار، فإذا بلغ نزل مسجده فصلى فيه ركعتين. وإن كان ممن يزار جلس لمن يزوره. وإذا رجعوا دخل بيته.
كذلك روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل. لا يقدم إلا نهارًا في الضحى، وبدأ بالمسجد فيصلي فيه ركعتين، ثم بالناس في قيامهم ومسائلهم. وإذا دخل بيته قال: بسم الله وصلى الله على رسوله، ثم سلم.
وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل على أهله راجعًا من سفره قال:(توبا توبا لدينا أوبا لا يغادر علينا حوبا).
وقال سفيان الثوري: إذا أردت سفرًا فصل ركعتين حق تخرج من بيتك وإذا رجعت فدخلت بيتك، فصل ركعتين، وإذا دخلت فقل: السلام عليكم، اللهم أسألك خير هذا المدخل، وأسألك خير هذا المخرج بسم الله دخلنا وبسم الله خرجنا، وعلى الله توكلنا، ولا ينبغي أن يقدم ليلًا إلا أن يكون أعلمهم قادم بيوم أو بيومين، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن تطرق النساء ليلًا. وأرسل رسولًا فأذن للناس فأخبرهم أنه قادم بالغداة.
وقدم عبد الله بن رواحة من سفر فتعجل إلى أهله ليلًا، فإذا في بيته مصباح وشيء قائم مع امرأته، فأخذ السيف فقالت امرأته: هذه فلانة مشطتني. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(لا تطرقوا النساء ليلًا). وإذا قدم المسافر فينبغي أن يبدأ بأفضل أهله إن كانوا متفرقين في بيوت، فإنه يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم