للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خيثمة زهير بن حرب، وسويد بن سعيد، ومحمد بن جعفر الوركاني، وسلمة بن شبيب، في خلق كثير من أمثال هؤلاء.

وروى عنه: النسائي، وأبو القاسم البغوي، والحسين المحاملي، وأبو بكر النجاد، وأبو الحسين بن المنادي، ومحمد بن مخلد، وأبو القاسم الطبراني.

كان يلي القضاء بطريق خراسان في خلافة المكتفي.

قال الخطيب البغدادي: كان ثبتا فهما ثقة.

وقال الخلال: كان عبد اللَّه رجلا صالحا، صادق اللهجة، كثير الحياء، وقع له عن أبيه مسائل جياد كثيرة، يغرب منها بأشياء كثيرة في الأحكام، فأما "العلل" فقد جود عنه، وجاء عنه بما لم يجئ به غيره.

وقال أبو بكر المروذي: لما حلف أبو عبد اللَّه ألا يحدث، التفت إلى عبد اللَّه ابنه فقال: وإن كان هذا يحب من الحديث ما يحب.

وقال حرب الكرماني: خرج أبو عبد اللَّه ليقرأ علي كتاب "الأشربة"، فجاء عبد اللَّه ابنه فقال: أليس وعدتني أن تقرأ علي؟ وهو إذ ذاك غلام، فجعل أبو عبد اللَّه يصبره، فبكى عبد اللَّه، فقال لي أبو عبد اللَّه: اصبر لي حتى أدخل أقرأ عليه، فدخل أبو عبد اللَّه فقرأ عليه وخرج.

قال ابن المنادي: كان صالح قليل الكتاب عن أبيه، فأما عبد اللَّه فلم يكن في الدنيا أحد روى عن أبيه أكثر منه؛ لأنه سمع "المسند" وهو ثلاثون ألفا، و"التفسير" وهو مائة ألف وعشرون ألفا سمع منها ثمانين ألفا، والباقي وجادة، وسمع "الناسخ والمنسوخ"، و"التاريخ"، و"حديث شعبة"، و"المقدم والمؤخر في كتاب اللَّه"، و"جوابات القرآن"، و"المناسك الكبير"، و"الصغير"، وغير ذلك من التصانيف، وحديث الشيوخ، وما زلنا نرى الأكابر من شيوخنا يشهدون له. بمعرفة الرجال، وعلل الحديث، والأسماء، والكنى، والمواظبة على طلب الحديث، ويذكرون عن أسلافهم الإقرار له بذلك حتى إن بعضهم أسرف في تقريظه إياه بالمعرفة، وزيادة السماع للحديث عن أبيه، وكان فيما بلغني يكره

<<  <  ج: ص:  >  >>