قال صالح: وكان ربما خرج إلى البقال، يشتري الحزمة من الحطب والشيء فيحمله.
"السيرة" لصالح ص ٣٥
قال صالح: وولد لي مولود فأهدى لي صديق شيئًا، ثم أتى على ذلك أشهر، وأراد الخروج إلى البصرة، فقال لي: تكلم أبا عبد اللَّه يكتب لي إلى المشايخ بالبصرة. فقال: لولا أنه أهدى إليك، كتبت له، لست أكتب له.
وأهدى إليه رجل وُلدَ له مولود خوانَ فالوذج، فأهدى إليه سكرًا بدراهم صالحة. وأكل يومًا في منزلي، فأخذ لقمة فناولها الخادم.
وكان قديمًا قبل أن نأخذ من السلطان يأكل عندنا، وربما وجهنا بالشيء فيأكل منه.
ودخل يومًا إلى منزلي، وقد غيرنا سقفًا لنا، فدعاني ثم أملى علي حديث الأحنف بن قيس، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن يونس، عن الحسن قال: قدم الأحنف بن قيس من سفر، وقد غير أسقف بيته حمر وشقاشق وخضروها، فقالوا له: أما ترى إلى سقف بيتك؟ فقال: معذرة إليكم، إني لم أره، لا أدخله حتى تغيروه.
واعتللت من عيني ليلة فلم يزل عندي، فقلت: اللهم إني أسألك الصبر؛ فقال: سل اللَّه العافية، فإن الصبر إنما يكون مع البلاء.
وكان كتب إلى إسحاق بن راهويه، فكتب إلي إسحاق: إن الأمير عبد اللَّه ابن طاهر وجه إلي، ودخلت عليه، وفي يدي كتاب أبي عبد اللَّه فقال: ما هذا الكتاب؟ فقلت: كتاب أحمد بن حنبل، فقال: هاته، فأخذه فقرأه. وقال: إني لأحبه، وأحب حمزة بن الهيصم البوشنجي، لأنهما لم يختلطا بأمر السلطان، ثم قال: لست آمنك على هذا الكتاب وأخذه، فوضعه تحت مصلات، فقرأت