أبو علي المخرمي، سمع يزيد بن هارون، وإبراهيم بن حمزة المدني، وعمار ابن عثمان الحلبي. وروى عنه: عبد اللَّه بن محمد بن إسحاق المروزي، وجعفر بن عبد اللَّه بن مجاشع، وإسماعيل الصفار.
قال الدارقطني: بغدادي ثقة. وقال الخلال: شيخ كبير، جليل القدر، وكان له بأبي عبد اللَّه أنس شديد. قال لي: كنت إذا دخلت إلى أبي عبد اللَّه يقول لي: إني أفشي إليك ما لا أفشيه إلى ولدي، ولا إلى غيرهم، فأقول له: لك عندي ما قال العباس لابنه عبد اللَّه: إن عمر بن الخطاب يكرمك، ويقدمك، فلا تفشين له سرا. فإن أمت فقد ذهب، وإن أعش فلن أحدث بها عنك يا أبا عبد اللَّه. فيفشي إليه أشياء كثيرة، وكان عنده عن أبي عبد اللَّه جزء كبير فيه مسائل كبار، لم يجئ بها غيره مشبعة يحتج عليه بقول المدنيين والكوفيين.
مات في جمادى الأولى يوم الجمعة سنة ثمان وستين ومائتين (١).
[١٣٧ - محمد بن إبراهيم، أبو حمزة الصوفي (ت ٢٦٩ هـ)]
كان يتكلم في جامع الرصافة، ثم انتقل إلى جامع المدينة، وكان عالما بالقراءات، جالس الإمام أحمد، واستفاد منه أشياء، وجالس بشر بن الحارث، وأبا نصر التمار، وسَريًّا السقطي. وسافر مع أبي تراب النخشبي. وحكى عنه محمد بن علي الكتاني، وخير النساج وغيرهما.
قال الذهبي: ولأبي حمزة انحراف وشطح، له تأويل.
مات سنة تسع وستين ومائتين، يوم الجمعة، ودفن بباب الكوفة.
وكان صاحب ليل، مقدما في علم القرآن، وخاصة في قراءة أبي عمرو، وحملها عنه جماعة.
وهو أول من تكلم في صفاء الذكر، وجمع الهم والمحبة، والشوق، والقرب