قال عبد اللَّه: قال أبي: مات هشيم وأنا ابن عشرين سنة، فكنت أحفظ من حديثه ما سمعته منه وما لم أسمع. فقلت له: كيف حفظت ما لم تسمع؟
فقال: كنت أسمع أصحابنا يتذاكرون.
"العلل" رواية عبد اللَّه (٢١٥١)
قال إسحاق بن راهويه: كنت أجالس بالعراق أَحمد بن حنبل، ويحيى ابن مَعِين، وأصحابنا، فكنا نتذاكر الحديث من طريق وطريقين وثلاثة، فيقول يحيى بن معين من بينهم: وطريق كذا، فأقول: أليس هذا صح بإجماع منا؟ فيقولون: نعم.
فأقول: ما مراده؟ ما تفسيره؟ ما فقهه؟ فيقفون كلهم إلا أَحمد بن حنبل، فإنه يتكلم بكلام له قوي.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: اختيار أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم أحب إلي من قول الشافعي، ما أعرف في أصحابنا أسود الرأس أفقه من أحمد بن حنبل. فقيل له: فإسحاق؟ قال: حسبك بأبي يعقوب فقيهًا.
قال سعيد بن عمرو البردعي لأَبي زُرْعَة: يا أبا زُرْعَة، أنت أحفظ أم أَحمد ابن حنبل؟ قال: بل أَحمد بن حنبل. قلت: وكيف علمت ذلك؟ قال: وجدت كتب أَحمد بن حنبل ليس في أوائل الأجزاء ترجمة أسماء المحدثين الذين سمع منهم، فكان يحفظ كل جزء ممن سمعه، وأَنا لا أقدر على هذا.