قال عبد اللَّه: رأيت أبي حرَّجَ على النمل أن يخرج من داره، ثم رأيت النمل قد خرجْنَ بعد ذلك اليوم نملًا كبارًا سودًا، فلم أرهن بعد ذلك.
"المسائل" رواية عبد اللَّه (١٦٢١)
قال العباس بن محمد الدوري: حدثني علي بن أبي فزارة -جار لنا- قال: كانت أمي مقعدة نحو عشرين سنة، فقالت لي يوما: اذهب إلى أحمد بن حنبل فسله أن يدعو اللَّه، فسرت إليه فدققت عليه الباب وهو في دهليزه، فلم يفتح لي وقال: من هذا؟ فقلت: أنا رجل من أهل ذاك الجانب سألتني أمي وهي زمنة مقعدة أن أسألك أن تدعو اللَّه لها، فسمعت كلامه كلام رجل مغضب، فقال: نحن أحوج إلى أن تدعو اللَّه لنا. فوليت منصرفا، فخرجت عجوز من داره، فقالت: أنت الذي كلمت أبا عبد اللَّه؟ فقلت: نعم، قالت: قد تركته يدعو اللَّه لها، قال: فجئت من فوري إلى البيت فدققت الباب فخرجت على رجليها تمشي حتى فتحت الباب، فقالت: قد وهب اللَّه لي العافية.
قال المروذي: قدم رجل من الزهاد، فأَدخلته على أَبي عبد اللَّه وعليه فروة خلق، وعلى رأسه خريقة، وهو حاف في برد شديد، فسلم عليه، فقال له: يا أبا عبد اللَّه، قد جئت من موضع بعيد، وما أردت إلا السلام عليك، وأُريدُ عَبادان (١)، وأُريد إِنْ أَنا رجعت أَن أَمُرَّ بك وأَسلمَ عليك.
فقال له أَبو عبد اللَّه: إِن قُدِّر، فقام الرجل فسلم وأبو عبد اللَّه قاعد.
قال المرُّوذي: ما رأَيت أَحدًا قط قام من عند أَبي عبد اللَّه حتى يقوم أَبو