وأهل الشام والعراق، وكان أحمد يعرف له ذلك، ويقبل منه، ويسأله عن الرجال من أهل بلده. وكانت عنده عن أبي عبد اللَّه مسائل صالحة في العلل وغيرها، ويغرب فيها أيضًا بأشياء لم يجئ بها غيره.
مات سنة اثنتين وسبعين ومائتين بحمص (١).
[١٥٣ - أحمد بن محمد بن هانئ الأثرم (ت ٢٧٣ هـ)]
أبو بكر الطائي، ويقال: الكلبي الإسكافي، جليل القدر حافظ إمام، صنف "السنن"، و"علل الحديث".
سمع حرمي بن حفص، وعفان بن مسلم، وأبا بكر بن أبي شيبة، وعبد اللَّه بن مسلم القعنبي، نقل عن الإمام أحمد مسائل كثيرة، وصنفها، ورتبها أبوابا.
حدث عنه النسائي في "السنن"، وموسى بن هارون، ويحيى بن صاعد.
قال الخلال: جليل القدر حافظ، وكان عاصم بن علي بن عاصم لما قدم بغداد طلب رجلا يخرج له فوائد يمليها، فلم نجد له في ذلك الوقت غير أبي بكر الأثرم، فكأنه لما رآه لم يقع منه بموقع لحداثة سنه، فقال له: أخرج كتبك فجعل يقول له: هذا الحديث خطأ، وهذا الحديث كذا، وهذا غلط، وأشياء نحو هذا، فسر عاصم به، وأملاه قريبا من خمسين مجلسا، فعُرضتْ على أحمد بن حنبل، فقال: هذه أحاديث صحاح.
وكان يعرف الحديث، ويحفظه، ويعلم العلوم والأبواب والمسند، فلما صحب أحمد بن حنبل ترك ذلك، فأقبل على مذهب أبي عبد اللَّه. قال الأثرم: كنت أحفظ -يعني الفقه، والاختلاف- فلما صحبت أحمد تركت ذلك كله.
وقال الخلال: وأخبرني أبو بكر بن صدقة قال: سمعت أبا القاسم بن الجيلي قال: قدم رجل فقال: أريد رجلا يكتب لي من كتاب الصلاة ما ليس في كتب ابن