قال المروذي: وأخبرته عن رجل أنه قال: لو أن أبا عبد اللَّه ترك الغلة، وكان يبضع له صديق، كان أعجب إليّ. فقال أبو عبد اللَّه: هذِه طُعمة سوء -أو قال: رديئة- من تعود هذا لم يصبر عنه، ثم قال: هذا أعجب إلي من غيره -يعني: الغلة- ثم قال لي: أنت تعلم أن هذِه الغلة لا تقيمنا، وإنما آخذها على الاضطرار.
"الورع" للمروذي (١٥٣)
قال عبد اللَّه: حدثني أحمد بن محمد بن بلال: قال: سمعت علي بن المديني يقول: دخلت منزل أحمد بن حنبل، فما شبهت بيته إلا بما وصف من بيت سُوَيدْ بن غَفلة من زهده وتواضعه.
قال أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي: قال لي إسحاق بن راهويه: أخبرك عن أبي عبد اللَّه بشيء، كنت أنا وهو باليمن عند عبد الرزاق، وكنت أنا فوق في الغرفة وهو أسفل، وكنت إذا جئت لموضع اشتريت جارية، فنزلت يوما، فقلت: يا أبا عبد اللَّه نحن فوق وأنت أسفل ربما تحركنا إن رأيت أن تكون فوق ونحن أسفل.
فقال: لا، ذاك أرفق بي، وأنا يسرني ما أنتم فيه. فاطلعت على أن نفقته فنيت فعرضت عليه، فأبى. قلت: يا أبا عبد اللَّه إن شئت قرض، وإن شئت صلة، فأبى. فنظرت فإذا هو ينسج التكك ويبيع وينفق.
"تاريخ دمشق" ٥/ ٣٠٤، "سير أعلام النبلاء" ١١/ ١٩٣
قال أحمد بن جعفر بن المنادي: حدثني جدي محمد بن عبيد اللَّه قال: قال لي أحمد بن حنبل: أَنا أَذْرَعُ هذِه الدار التي أسكنها وأخرج