قال الكوسج: قلت لأحمد: أَوَ يَسَعُك أن لا تحدِّث؟ قال: لم لا يسعني، أنا قد حدَّثت.
"مسائل الكوسج"(٣٣٨)
قال صالح: فلما كان بعد يومين ورد كتاب علي بن الجهم: إن أمير المؤمنين قد صح عنده براءتك مما قذفت به، وقد كان أهل البدع قد مدُّوا أعينهم، فالحمد للَّه الذي لم يشمتهم بك، وقد وجه إليك أمير المؤمنين بيعقوب المعروف بقوصرة، ومعه جائزة، ويأمرك بالخروج، فاللَّه اللَّه، أن تستعفي أو ترد المال.
"السيرة" لصالح ص ٩١
قال صالح: ثم ورد من الغد يعقوب قَوْصَرَة، فدخل إلى أبي فقال له: يا أبا عبد اللَّه، أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام، يقول: قد صح عندنا نقاء ساحتك، وقد أحببت أن أسر بقربك، وأتبرك بدعائك، وقد وجهت إليك عشرة آلاف درهم معونة على سفرك، وأخرج بَدْرَة فيها صرة نحو مئتي دينار، والباقي دراهم صحاح، فلم ينظر إليها، ثم شدها يعقوب، وقال له: أعود غدا حتى انظر ما تعزم عليه، وقال له: يا أبا عبد اللَّه، الحمد للَّه الذي لم يشمت بك أهل البدع. وانصرف.
فجئت بإجانة خضراء أكبها على البدرة، فلما كان عند المغرب، قال: يا صالح، خذ هذِه الصرة عندك، فصيرتها عند رأسي فوق البيت، فلما كان سحرا، إذ هو ينادي: يا صالح، فقمت، فصعدت إليه.
فقال: يا صالح ما نمتُ ليلتي هذِه؟ فقلت له: يا أبه لم؟ فجعل يبكي. وقال: سلمت من هؤلاء حتى إذا كان في آخر عمري بُليتُ بهم، قد عزمت على أن تفرق هذا الشيء إذا أصبحت. فقلت: ذلك إليك.
فلما أصبح جاءه الحسن بن البزار، فقال: يا صالح، جئني بميزان،