قال صالح: لما تُوفي إسحاق بن إبراهيم وابنه محمد، وولي عبد اللَّه بن إسحاق (١) كتب المتوكل إليه، أن وجه إلى أحمد بن حنبل: إن عندك طلبة أمير المؤمنين، فوجهه بحاجبه مظفر، وحضر صاحب البريد، وكان يعرف بابن الكلبي، وكتب إليه أيضًا.
قال مظفر: يقول لك الأمير: قد كتب إلي أمير المؤمنين: إن عندك طلبته؟ وقال له ابن الكلبي: مثل ذلك. وكان قد نام الناس، فدق الباب، وكان على أبي إزار، ففتح لهم الباب، وقعدوا على بابه، ومعهم شيء، فلما قُرئ عليه الكتاب.
فقال لهم أبي: ما أعرف هذا، وإني لأرى طاعته في العسر واليسر، والمنشط والمكره والأثرة، وإني لآسف عن تخلفي عن الصلاة جماعة، وعن حضور الجمعة ودعوة المسلمين.
قال صالح: وقد كان إسحاق بن إبراهيم وجه إلى أبي: الزم بيتك، ولا تخرج إلى جمعة ولا جماعة! وإلا نزل بك ما نزل بك في أيام أبي إسحاق.
قال ابن الكلبي: قد أمرني أمير المؤمنين أن أحلفك ما عندك طلبته، فتحلف. قال: إن استحلفني حلفت، فأحلفه باللَّه وبالطلاق: أن ما عندك طلبة أمير المؤمنين، وكأنهم أومَئُوا إلى أن عنده علويًّا.
ثم قال له: أريد أن أفتش منزلك؟ قال صالح: وكنت حاضرا، فقال: ومنزل ابنك.
فقام مظفر وابن الكلبي، وامرأتان معهما، فدخلا ففتشا البيت، ثم فتشتا
(١) في "السيرة": وولي ابنه محمد بن عبد اللَّه بن إسحاق، والمثبت من "حلية الأولياء" لأبي نعيم ٩/ ٢٠٦، وانظر: "المناقب" لابن الجوزي ص ٤٤١.