ثم تكلم عن حديث الإمام أحمد وفقهه، فقال (ص ١٧٧ - ١٧٨): هذا هو الغرض المقصود من دراستنا، وقد ذكرنا عرضًا آراءه في السياسة، وحول العقائد؛ لأنه قد اضطر تحت سلطان الفكر في عصره، وملابسات الزمان، والمجادلات التي أثارها المعتزلة، ومِن ورائهم الخلفاء، أن يتكلم فيها، وكان مع كلامه يتجنب الخوض مع أصحاب الأهواء. . أما في الفقه والحديث، فذلك هو مقامه، وما نصب نفسه له، واتجهت مواهبه كلها له. . لذلك يحق لنا أن نقول: إن أحمد إمام في الحديث، ومن طريق هذِه الإمامة في الحديث والآثار كانت إمامته في الفقه. اهـ.
ثم تناول "المسند" بالحديث، قال (ص ١٨٣): هو خلاصة ما تلقاه أحمد من الأحاديث، ودونها بإسنادها، ولذلك ابتدأ جمعه من وقت أن ابتدأ يتلقى الحديث. اهـ. وتحدث عن رواية عبد اللَّه للمسند، وأنه هو الذي رتبه الترتيب الموجود عليه الآن، ثم تحدث عن جهود العلماء في ترتيب "المسند"، وعن درجة أحاديثه، وأنه حوى الصحيح والضعيف، وعن اختلاف العلماء في وجود أحاديث موضوعة في "المسند".
قال (ص ١٩٢): وخلاصة القول أن بعض العلماء يقول: إن "مسند أحمد" ليس فيه موضوع برواية أحمد، وبعضهم يقول: إن "مسند أحمد" فيه الموضوع بروايته، والعِلْيَة من العلماء متفقون على أن فيه الضعيف. اهـ.
ثم تكلم عن فقه الإمام أحمد، وكيف انتقل هذا الفقه، وعن نقلته من أصحاب الإمام، وعن السمات العامة للفقه الحنبلي، والقواعد العامة التي وضعها بعض علمائه، وعن أصول المذهب الحنبلي، ثم ختم الكتاب بالحديث عن نمو المذهب الحنبلي، وانتشاره.
* " أحمد بن حنبل بين محنة الدِّين ومحنة الدنيا" لأحمد عبد الجواد الدومي.
ذكره بكر أبو زيد في "المدخل المفصل" ١/ ٤٣١، وقال: وهو من الكتب المؤثرة الماتعة.