قال المروذي: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: قد جاءني أبو علي يحيى بن خاقان فقال لي: إن كتابًا جاءَه فيه أن أمير المؤمنين يُقْرِئك السلام ويقول لك: لو سَلِمَ أحدٌ من الناس سلمت أنت، هاهنا رجل قد وقع عليك وهو في أيدينا محبوس، رفع عليك أن عَلويًّا قد توجه من قبل خراسان، وقد بعثت برجل من أصحابك يتلقاه وهو ذا محبوس، فإن شئت ضربته وإن شئت حبسته، وإن شئت بعثت به إليك.
قال: فقلت له: ما أعرف مما قال شيئًا، أرى أن تطلقوه ولا تعرضوا له.
فقلت لأبي عبد اللَّه: سفك اللَّه دمه قد أشاط بدمائكم.
فقال: ما أراد إلا استئصالنا، ولكن قلتُ: لعل له والدة أو أخوات أو بنات أرى أن تخلوا سبيله ولا تعرضوا له.
قال إبراهيم بن إسحاق: أن المتوكل أخذ العلوي الذي سعى بأبي عبد اللَّه إلى السلطان، فأرسله إلى أبي عبد اللَّه ليقول فيه مقاله للسلطان، فعفا عنه، وقال: لعله يكون له صبيان يحزنهم قتله.