وعلى يده عدد أجزاء من الكتب، فقعد يطلب فيها الحديث فطال عليه، فقال له السائل: قد تعبت يا أبا عبد اللَّه، فدعه.
فقال: لا، الحاجة لنا. فأرينا أنه دخل البيت فنظر إلى كل جزء يتوهم ذلك الحديث فيه، فأخرج تلك الأجزاء لئلا يرى أنه قد استثقله وكره أن يحتبس في المنزل لطلب ذلك الحديث.
"المناقب" لابن الجوزي ص ٢٤٦
قال المروذي: رأيت أبا العلاء الخادم قد جاء إلى أبي عبد اللَّه، وكان شيخًا مشمرًا يشبه القراء متواضعًا، فاستأذن على أبي عبد اللَّه، فخرج إليه وإذا في المسجد رجل غريب عليه أطمار ومعه محبرة، فلما قعد أبو عبد اللَّه حانت منه التفاتة فرأى الرجل، فقال لأبي العلاء: لا يشتد عليك الحر، فقام. ثم جعل أبو عبد اللَّه يلاحظ الرجل، فلما لم يسأله، قال له أبو عبد اللَّه: ألك حاجة؟
قال: تعلمني مما علمك اللَّه، فقام فدخل إلى منزله فأخرج كتبا وقال له: آدنه، فجعل يملي عليه، ثم يقول للرجل: اقرأ ما كتبت.
"المناقب" لابن الجوزي ص ٢٤٧
قال أحمد بن سعيد الرباطي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أخذنا هذا العلم بالذل، فلا ندفعه إلا بالذل.
"سير أعلام النبلاء" ١١/ ٢٣١
قال المروذي: قال أحمد: كنت أبكر في الحديث، لم يكن لي فيه تلك النية في بعض ما كنت فيه.