وجلس بين يدي وقال: أمل عليَّ هذا، ثم تذاكرنا، فقام أيضًا وجلس بين يدي، فقلت: يا أبا عبد اللَّه اجلس مكانك.
فقال: لا تشتغل بي، إنما أريد أن آخذ العلم على وجهه.
"المناقب" لابن الجوزي ص ٨٢
قال إسحاق الشهيد: كنت أرى يحيى القطان يصلي العصر، ثم يستند إلى أصل منارة مسجد، فيقف بين يديه علي بن المديني، والشاذكوني، وعمرو بن علي، وأَحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وغيرهم، يستمعون الحديث وهم قيام على أرجلهم، إلى أن تحين صلاة المغرب، لا يقول لأحد منهم اجلس، ولا يجلسون هيبة وإعظامًا.
"المناقب" لابن الجوزي ص ٨٣
قال خلف: جاءني أَحمد بن حنبل يسمع حديث أَبي عوانة، فاجتهدت أن أرفعه فأبى، وقال: لا أجلس إلا بين يديك، أُمِرْنا أن نتواضع لمن نتعلم منه.
قال محمد بن إبراهيم البُوشَنْجيُّ: رأيت أحمد بن حنبل وهو يملي علينا، فسأله رجل من أهل مَرْوَ، يكنى أبا يعقوب عن حديث، فأمر ابنه عبد اللَّه وقال له: أخرج إليَّ كتاب الفوائد، فأخرجه، فجعل يطلبه فلم يجد الحديث، فقام بنفسه ونزل عن ظهر مسجده، ودخل منزله، فلم يلبث كثير لبث حتى عاد إلينا