بعض زمني إلى تهذيب كتاب يشتمل على مناقبه وآدابه؛ ليعرف المقتدي قدر من اقتدى به. اهـ.
وقد قسمه ابن الجوزي إلى مائة باب، أفرد منها ثلاثة عشر بابًا في ذكر المحنة، وسبعة عشر بابًا في ذكر أخبار تتعلق بمرضه وموته، ثم ختمه بثلاثة أبواب في سبب اختيار مذهبه، وفي فضل أصحابه وأتباعه، وفي ذكر أعيان أصحابه وأتباعه من زمانه إلى زمن ابن الجوزي وقسمهم إلى تسع طبقات.
وروى ابن الجوزي أخباره عن جمع من شيوخه، منهم: عبد الملك بن أبي القاسم الكرخي، ومحمد بن أبي منصور، وإسماعيل بن أحمد السمرقندي، وعبد الرحمن بن محمد القزاز، وهبة اللَّه بن محمد بن الحصين، وغيرهم كثير.
ويؤخذ على ابن الجوزي إيراده بعض الأمور المخالفة لمنهج أهل السنة، والقصص الواهية، والتي تبعه عليها من صنف بعده في مناقب الإمام أحمد.
يقول الدكتور عبد اللَّه التركي في مقدمة التحقيق (ص ٢٢ - ٢٣): إن كتب المناقب غالبًا ما يبالغ فيها مؤلفوها في المديح والثناء والإطراء، وذكر القصص التي هي إلى الخيال أقرب منها إلى الحقيقة. ونصيب "مناقب الإمام أحمد" لابن الجوزي لا تقل عن غيرها في ذلك، وبخاصة عند الكلام على موت أحمد رحمه اللَّه، وما صاحب أو تبع وفاته، وما حدث عند قبره، والمنامات التي رآها أحمد، أو رئيت له.
وقد علق الدكتور التركي على مثل هذِه المسائل، فقال في التعليق على الباب الخامس عشر فيما يذكر من إنفاذ إلياس إلى الإمام أحمد السلامَ. (ص ١٨٦)، قال: في هذا الباب والأبواب التي تليه مغالاة وأوهام، الإمام أحمد رحمه اللَّه في غنى عنها، وسياق هذِه الأخبار كهذه القصة، وما جاء في الباب السادس عشر عن الخضر وغير ذلك مما يؤخذ على المؤلف رحمه اللَّه. . وواضح أن هذِه القصص والحكايات لا تستند إلى نص، وليست مما يحكم فيه بالعقل .. اهـ.
ومن ذلك أيضًا الباب السابع عشر في ثناء غرباء العباد والأولياء عليه،