بأخصر عبارة وألخص لفظ، وما تم من الفتوحات المشهورة والملاحم المذكورة والعجائب المسطورة، من غير تطويل ولا استيعاب، ولكن أذكر المشهورين ومن يشبههم، وأترك المجهولين. ومن يشبههم، وأشير إلى الوقائع الكبار. . اهـ.
ثم ذكر المصادر التي اعتمد عليها، ومنها "الدلائل" للبيهقي، و"السيرة" لابن إسحاق، و"الطبقات" لابن سعد، وغيرها كثير، وابتدأ الكتاب بذكر المغازي، ثم السيرة النبوية، ثم عهد الخلفاء الراشدين، وهكذا إلى سنة سبعمائة. وجعل كل عشر سنين طبقةً، يذكر الأحداث الواردة في كل سنة، ثم يتكلم عن بعض من تُوفي في هذِه الطبقة من الأعلام.
وتحدث عن بداية المحنة سنة ثمان عشرة ومائتين (١٥/ ٢٠ - ٢٥)، وفي سنة عشرين ومائتين (١٥/ ٣٢) قال: وفي رمضانها كانت محنة الإمام أحمد، وضرب بالسياط، ولم يُجب. اهـ.
وترجم للإمام أحمد في رجال الطبقة الخامسة والعشرين (١٨/ ٦١ - ١٤٤) ترجمة مطولة، تكلم أولًا عن نسبه، ثم قسمها إلى فصول: فصل في إقباله على العلم واشتغاله وحفظه، وفصل في آدابه، وفصل في قوله في أصول الدين، تناول فيه عقيدته، وقوله في بعض الفرق مثل: الجهمية، واللفظية، والواقفة، والرافضة. وفصل في سيرته، وفصل في زوجاته وأولاده.
ثم تحدث عن المحنة، وأطال في ذكرها، فتناولها من بدايتها على يد المأمون، إلى أن كشفها اللَّه أيام المتوكل. ثم تحدث عن مرضه، ووفاته، وما حدث أثناء جنازته.
وختم الترجمة بذكر بعض من صنف في مناقبه، قال (١٨/ ١٤٤): وقد جمع مناقب أبي عبد اللَّه غير واحد، منهم أبو بكر البيهقي في مجلد، ومنهم أبو إسماعيل الأنصاري في مجيلد، ومنهم أبو الفرج بن الجوزي في مجلد. اهـ.
ومما يتميز به الذهبي في ترجمته، نقده لبعض الروايات الضعيفة، فذكر رواية أحمد بن الفرج، وفيها قصة نزول السراويل أثناء الضرب، فحرك الإمام أحمد