قال يعقوب بن إسحاق: سمعت أحمد بن حنبل -وسئل عن التوكل- فقال: هو قطع الاستشراف باليأس من الخلق.
قيل له: فما الحجة فيه؟ قال: قصة الخليل لما وضع في المنجنيق مع جبريل حين قال له: أمّا إليك فلا. فقال له: فَسَل من لك إليه الحاجة. قال: أحب الأمرين إليّ أحبهما إليه.
"تاريخ دمشق" ٥/ ٣٠٨، "المناقب" لابن الجوزي ص ٢٥٧
قال أحمد بن يحيى ثعلب: دخلت على أحمد بن حنبل فرأيت رجلًا تهمه نفسه لا يحب أن تكثر عليه، كأن النيران قد سعرت بين يديه.
"تاريخ دمشق" ٥/ ٣٠٩
قال إسحاق بن راهويه: سمعت الأمير عبد اللَّه بن طاهر يقول: أحب يحيى بن يحيى وأحمد بن حنبل، وإن كانا لا يقربان السلطان ليس لخلاف منهما، ولكن لجورهم.
"تاريخ دمشق" ٥/ ٣١٠
قال أَحمد بن سنان: قدم علينا أَحمد بن حنبل مع جماعة من البغداديين إلى يزيد بن هارون، واستقرضوني كلهم وردوا، إلا أَحمد بن حنبل لم يستقرضني، أعطاني فروة له فبعتها بسبعة دراهم.
"المناقب" لابن الجوزي ص ٥٥
قال إسماعيل الديلمي: كنت في البيت عند أَحمد بن حنبل، فإِذا نحن بداق يدق الباب فخرجت إليه، فإِذا أَنا بفتى عليه أَطمار شعر، قال: فقلت: ما حاجتك؟ قال: أريد أَحمد بن حنبل، قال: فدخلت إليه فقلت: يا أبا عبد اللَّه، بالباب شاب عليه أَطمار شعر يطلبك، فخرج إليه فسلم عليه، فقال له الفتى: يا أبا عبد اللَّه، ما الزهد في الدنيا؟
فقال له أَحمد: ثنا سفيان، عن الزُّهري: أَن الزهد في الدنيا قصر الأَمل.
فقال له: يا أَبا عبد اللَّه صفه لي، وكان الفتى قائما في الشمس والفيء بين