الخروج إلى عبد الرزاق، فقد نلت حاجتك تقضي بالحق، وتنال من عبد الرزاق ما تريد.
فقال أبو عبد اللَّه للشافعي: يا أبا عبد اللَّه، إن سمعت منك هذا ثانية لم ترني عندك. فظننت أنه كان لأبي عبد اللَّه في ذلك الوقت ثلاثون، أو سبع وعشرون سنة.
قال عبيد اللَّه بن محمد البلخي: إن الشافعي رحمه اللَّه كان كثيرا عند محمد بن زبيدة، فذكر له يوما اغتمامه برجل كامل أمين يصلح للقضاء صاحب سنة.
فقال: قد وجدت رجلًا من حاله كذا وكذا صاحب سنة، كامل فقيه صاحب حديث، فقال: من هو؟ فذكر أحمد بن حنبل، قال: فلقيه أحمد وبلغه ما قال؛ فقال للشافعي: احمل هذا واعفني وإلا خرجت من البلد فذهبت.
قال أحمد بن سعيد الرِّباطيّ: قدمت على أحمد بن حنبل، فجعل لا يرفع رأسه إليَّ، فقلت: يا أبا عبد اللَّه، إنه يكتب عني بخراسان، وإن عاملتني بهذِه المعاملة رموا حديثي.
قال لي: يا أحمد، هل بُدّ يوم القيامة أن يقول: أين عبد اللَّه بن طاهر وأتباعة؟ فانظر أين تكون أنت منه؟