شربه يستشفي به، ورأيته قد أخذ قصعة النبي صلى اللَّه عليه وسلم بعث بها إليه أبو يعقوب بن سليمان بن جعفر فغسلها في جب الماء ثم شرب فيها، ورأيته غير مرة يشرب من ماء زمزم يستشفي به ويمسح به يديه ووجهه.
"المسائل" رواية عبد اللَّه (١٦٢٣)
قال الميموني: ما رأيت مصليا قط أحسن صلاة من أحمد بن حنبل، تكبيره ورفع رأسه وسجوده وقعوده بين السجدتين وتشهده وتسليمه، حتى كنت أرى فيه ما يحكي عن علي -يعني: ابن يحيى بن خلاد- ويسترخي كل عضو منه ويرجع إلى مكانه، وكان إذا رفع يديه في التكبير حاذى بهما منكبيه وقرب إبهاميه من أذنيه، وما رأيت أحدا أشد اتباعا لأحاديث السنن منه، يضعها مواضعها.
"الجرح والتعديل" ١/ ٣٠٧، "المنهج الأحمد" ١/ ٩٢
قال عبد اللَّه: كان أبي يصلي في كل يوم وليلة ثلاثمائة ركعة، فلما مرض من تلك الأسواط أضعفته، فكان يصلي في كل يوم وليلة مائة وخمسين ركعة، وقد كان قرب من الثمانين، وكان يقرأ في كل يوما سُبْعًا، يختم في كل سبعة أيام، وكانت له ختم في كل سبع ليالٍ سوى صلاة النهار، ربما سمعت أبي في السحر يدعو لأقوام بأسمائهم، وكان يكثر الدعاء ويخفيه، ويصلي بين العشاءين فإذا صلى عشاء الآخرة، ركع ركعات صالحة، ثم يوتر وينام نومة خفيفة، ثم يقوم إلى الصباح يصلي ويدعو، وكانت قراءته لينة، ربما لم أفهم بعضها، وكان يصوم ويدمن، ثم يفطر ما شاء اللَّه ولا يترك صوم الاثنين والخميس وأيام البيض، فلما رجع من العسكر، أدمن الصوم إلى أن مات.