قال البَغَويّ: رأيت أحمد بن حنبل داخلا إلى جامع المدينة وعليه كساء أخضر، وبيده نعلاه، حاسر الرأس، فرأيت شيخًا آدم طوالا، أبيض اللحية، وكان على دكة المنارة قوم من أصحاب السلطان، فنزلوا واستقبلوه، وقبلوا رأسه ويده، وقالوا له: ادع على من ظلمك. فقال: ليس بصابر من دعا على ظالم.
"المناقب" لابن الجوزي ص ٤١٤
قال عبد اللَّه: قال لي أبي: يا بني لقد أعطيتُ المجهودَ من نفسي -يعني: في المحنة.
قال: وكتب أهل المطامير إلى أحمد بن حنبل: إن رجعت عن مقالتك ارتددنا عن الإسلام.
قال جعفر بن أبي هاشم: مكث أحمد بن حنبل في السجن سنة سبع عشرة وثماني عشرة وتسع عشرة، وأخرج في رمضان.
"المناقب" لابن الجوزي ص ٤١٩
قال عبد الرحمن بن محمد الحنفي: سمعت أبي يقول: كنت في الدار وقت أدخل أحمد بن حنبل وغيره من العلماء، فلما أن مد أحمد ليضرب بالسوط، دنا منه رجل وقال له: يا أبا عبد اللَّه، أنا رسول خالد الحداد من الحبس يقول لك: اثبت على ما أنت عليه، وإياك أن تجزع من الضرب، واصبر فإني ضربت ألف حد في الشيطان، وأنت تضرب في اللَّه.