قال المروذي: وجعل يضعف -يعني: أبا عبد اللَّه- من الجوع والوصال، حتى إن كنت لأَبلُّ الخرقة، فألقيها على وجهه، فترجع إليه نفسه، حتى أوصى من الضعف من غير مرض، فسمعته وهو يوصي ونحن بالعسكر يقول -وأشهدنا عليها:
هذا ما أوصى به أحمد بن محمد بن حنبل، أوصى: أنه يشهد ألا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق؛ ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون، وأوصى لمن أطاعه من أهله وقرابته أن يحمدوا اللَّه في الحامدين، وأن ينصحوا لجماعة المسلمين، وإني رضيت باللَّه ربا وبالإسلام دينًا [وبمحمد صلى اللَّه عليه وسلم نبيًّا](١) وأوصى أن عليه خمسين دينارًا -يعني: لأبي عبد اللَّه فوران- يعطى من الغلة حتى يستوفى.
"الورع" للمروذي (٢٧٥)
قال عبد اللَّه، وذكر موت أبيه، قال: ترك أقل من درهم قطعات. وقال: كفروا بها عني يمينًا أظن أني قد حنثت.
"الزهد" رواية عبد اللَّه ص ٢٣٤
قال عبد اللَّه: أوصى أبي هذِه: هذا ما أوصى به أحمد بن محمد بن حنبل، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا اللَّه، إلى أن قال: وأوصي أن علي لفوران نحوا من خمسين دينارا، وهو مصدق فيما قال، فيقضى من غلة الدار، فإذا استوفى، أعطي ولد عبد اللَّه وصالح، كل ذكر وأنثى عشرة دراهم.