الحميدي، لان كتابه اشهر. وتوفي أبن سيده بالأندلس سنة ثمان وخمسين وأربعمائة عن ستين سنة أو نحوها. روى ابن سيده عن أبيه وعن صالح بن الحسن البغدادي. وكان مع توفره على علوم العربية، متوفراً على علوم الحكمة، وألف فيها تواليف كثيرة. قال أبو عمر الطلمنكي: دخلت مرسية فتشبث بي أهلها ليسمعوا علي الغريب المصنف. فقلت لهم: انظروا من يقرأ، وأنا أمسك كتابي، فأتوني برجل أعمى يعرف بابن سيده فقرأه من أوله إلى آخره، حفظاً من قلبه. فتعجبت منه. وقال الحميدي: كان ابن سيده منقطعاً إلى الأمير أبي الجيش مجاهد بن عبد الله العامري. ثم حدثت له نبوة بعد وفاته في أيام إقبال الدولة بن الموفق فهرب منه. ثم قال يستعطفه:
ألا هل إلى تقبيل راحتك اليمنى ... سبيل فإن الأمن في ذاك واليمنا
ونضو هموم طلحته ظباته ... فلا غارباً أبقين منه ولامتنا
وهي طويلة. فوقع له الراضي عنه عند وصولها إليه. فرجع. وكان ابن سيده ثقة في اللغة، حجة. لكنه عثر في المحكم عثرات. قال في الجمار التي ترمى بعرفة ... وكذلك يهم في النسب. ومن تصانيفه: كتاب المحكم، والمحيط الأعظم في اللغة. وكتاب المخصص، مرتب على الأبواب كالغريب المصنف. كتاب شرح إصلاح المنطق. كتاب الأنيق في شرح الحماسة، كبير إلى الغاية. كتاب العالم والمتعلم، على المسألة والجواب. وكتاب الوافي في علم القوافي. وكتاب شاذ اللغة، في خمس مجلدات. وكتاب شرح كتاب الاخفش. وتوفي رحمه اله تعالى بدانية. وكان يوم الجمعة صحيحاً سوياً إلى صلاة المغرب، فدخل المتوضا وأخرج منه، وقد سقط لسانه، وانقطع كلامه. وبقي على تلك الحالة إلى عصر يوم الأحد ثم قضى نحبه رحمه الله تعالى.
علي بن أحمد: بن هبل بفتح الهاء والباء ثانية الحروف وبعدها لام البيع،