السبط أربعين السلفي. وجزأ ابن عيينة، والسابع من أمالي المحاملي، والعاشر من الثقفيات. وسمع صحيح مسلم من المرسي والبكري. وحدث به خمس مرات. وسمع من يوسف الساوي. وتفرد. وألحق الصغار بالكبار. وأضر بأخرة ثم عولج فابصر. وكان شخصاً صالحاً سهل القياد. أكثر المصريون وغيرهم عنه.
علي بن محمد: بن إبراهيم بن عبد الله القهندزي بالقاف والهاء والنون والدال المهملة والزاي. أبو الحسن الضرير النحوي الأديب النيسابوري. كان شيخاً فاضلاً. سمع من أبي العباس المناسكي المحاملي وغيره. وقرأ عليه الأئمة وتخر جوابه. قرأ عليه مثل الواحدي. وقال الواحدي: كان من أبرع أهل زمانه. وذكره عبد الغافر في السياق.
علي بن محمد: بن الحسين بن محمد بن أبي الفضل. هو الوزير أبو الفتح بن العميد. كان والده وزيراً كبيراً مشهوراً. ووزر أبيه أبي الفضل لركن الدولة. وكان عمره اثنتين وعشرين سنة. وكان ذكياً متوقداً أديباً متوسطاً. وله نظم ونثر. لكنه ولد نعمة شديد العجب والدالة. وحمل النفس على ما تدعوه إليه الحداثة. فسد رأي عضد الدولة فيه. فلما توفي ركن الدولة وسار مؤيد الدولة من أصبهان إلى الري، استصحب معه الصاحب بن عباد، كاتبه، وأقرأ أبا الفتح ابن العميد على جهاته، ورتبه في منزلته وقدمه ومكنه. فاستمر على عادته في الإدلال والاستبداد والمضي على وجهه في كل الأحوال. فاستوحش منه مؤيد الدولة وترددت بينه وبين عضد الدولة مكاتبات ومراسلات في شأنه. فقبض عليه مؤيد الدولة في شهر ربيع الأول سنة ست وستين وثلاثمائة. وحبسه وعذبه وسمل عينيه وجدع انفه وجز لحيته. ففتق جيب جبته وأخرج منها رقعةً تشتمل على ودائع أمواله وذخائره فألقاها في النار. وقال للموكل به: إصنع ما شئت، فوالله لا يصل إليكم من أموالي المستورة حبة واحدة. فما زال يعذبه بعد ذلك إلى أن مات رحمه الله تعالى. ووجد بعد موته، على حائط محبسه من نظمه: