للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علي بن مقلد: هو علاء الدين حاجب العرب أيام المرحوم سيف الدين تنكز. كان أسمر طوالاً، يتحنك بعمامته ويتقلد بسيفه على عاتقه. زي العرب. قدمه الأمير وأهله لهذه الوظيفة وصار عنده مكيناً. حكي لي من لفظه، قال: توجهت إلى الرحبة في شغل فعدت وقد حصل لي ثمانية عشر ألف درهم. أو قال خمسة عشر ألف درهم من العربان، وكان الأمير في آخر الأمر قد سأل عنه من ناصر الدين الدوادار. فقال: له هذا علي بن مقلد ما يعجبني حاله وربما إنه يشرب الخمر، فقال له: ما أعلم أنه يشرب ولا يقدر يفعل ذلك وحاجه فيه مرات وكان حمزة التركماني يحط عليه فخرج ذلك الوقت وهو متمكن عند الأمير، فقال: لوالي دمشق أريد أن تكبس الليلة ابن مقلد فكبسه في تلك الليلة وعنده جماعة نسوة ومعهن الحرفاء، فلما اصبح دخل حمزة إلى الأمير وعرفه الصورة فأحضر ناصر الدين الدوادار ووبخه وعنفه وكان ذلك سبب الانحراف عنه وأحضر ابن مقلد قدامه وضربه بالمقارع ضرباً شديداً مبرحاً وكحله وقطع لسانه في الاعتقال لأنه تكلم بما لا يليق وأحضر لسانه إليه على ورقة فأقام معتقلاً في قلعة دمشق مدة يسيرةً. وتوفي رحمه الله وسامحه في سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة بعدما سلبه الله تعالى نعمةً عظيمةً.

عمر بن ثابت: أبو القاسم الثمانيني وثماني قرية، وقيل بليدة صغيرة بجزيرة ابن عمر بأرض الموصل نزلها الثمانون الذين كانوا في سفينة نوح عليه السلام، وهي أول بلدة بنيت بعد الطوفان. هو النحوي الضرير. كان إماماً فاضلاً كاملاً أديباً. أخذ عن ابن جني وكان خواص الناس في ذلك الوقت يقرؤون على ابن برهان والعوام يقرؤون على الثمانيني. روى ابن جني اللمع والتصريف. وروى عنه الشريف يحيى بن طباطبا وإسمعيل بن المؤمل الأسكافي، ومحمد بن عقيل بن عبد الواحد الكاتب الدسكري، وصنف شرح اللمع. وكتاب المقيد في النحو. وشرح التصريف الملوكي. وتوفي رحمه الله تعالى اثنتين وأربعين وأربعمائة.

<<  <   >  >>