الدولة من القلعة التي كان بها محبوساً هو وأخوه أبو طاهر. وكانا قد أقاما معتقلين بها مدة. ولم يعلم أحد منهما بصاحبه.
ولما خلص صمصام الدولة من الاعتقال، سار إلى فارس وملك شيراز وأقام بها ملكاً إلى سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة. فاضطربت أموره. وتبسط الديلم عليه. وقصرت مواده عما يرضيهم. فاستولى الديلم على إقطاع والدته وحاشيته. وكان قد أسقط من الديلم ألف رجل، فتوجهوا إلى أبي نصر سهفيروزو أبي القاسم ابني عز الدولة بختيار، وهما مبحوسان في بعض قلاع فارس. وخدعوا الموكلين بهما. فصارت القلعة بحكمهما، وانضم إليهما الاكراد. فسار ابنا عز الدولة في جيش كثيف ومكا أرجان. ثم إنه مات ابن لصمصام الدولة، يقال له أبو شجاع. قد ترعرع ونشأ. فوجد عليه وجداً عظيماً ولم يبق بشيراز إلا من لبس السواد عليه. وكان صمصام الدولة يبكي عليه من أذنيه. وهذا من الغرائب. وأراد أن يصعد إلى القلعة، فلم يفتح له نائبها الباب. فدعا الأكراد واستوثق منهم واخذ أمواله وجواهره وكل ما يملكه. وطلب الأهواز. فما بعد عن شيراز حتى نهبوا جميع ما معه. وعرف أبو نصر خبره فبعث إليه جماعة من الديلم فقتلوه في رابع عشر ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة. وكان عمره خمساً وثلاثين وسبعة اشهر وسبعة عشر يوماً. وإمارته بفارس تسع سنين وثمانية أيام.
مسافر بن إبراهيم: مسلم بن إبراهيم: أبو عمرو. الأزدي الفراهيدي. مولاهم البصري الحافظ؟ روى عنه البخاري وأبو داود. وروى الباقون عن رجل عنه. وكان ثقة. وكان يروي عن سبعين امرأة. وكان لا يحتاج إلى الجماع وفيه سلامة. وتوفي رحمه الله تعالى في