للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واستخلافه. وفيه مكتوب: قد قلدنا ابا كاليجار المرزبان بن عضد الدولة، والله يختار لنا وله حسن الخيرة. وبويع على ما في العهد. ثم إنهم التمسوا له من الطائع العهد والخلع واللواء. فبعث إليه بذلك جميعه. وجلس صمصام الدولة وقرئ العهد بين يديه. واستمر الحال على إخفاء موت عضد الدولة، إلى أن تمهد الامر لصمصام الدولة، واجتمعت الكلمة على الطاعة له. وكان صمصام الدولة، قد خاف من أخيه أبي الحسن أحمد فاعتقله، وكانت والدته ابنة نادر ملك الديلم، فخافهم صمصام الدولة. وعزمت أمه على كبس دار صمصام الدولة، وأن تلبس مثل الرجال، وتأتي بالرجال، وتخلص ولدها. فعلم بذلك صمصام الدولة فأطلقه وولاه شيراز وفارس. وقال له: الحق، قبل أن يصل إليها شرف الدولة. وأعطاه الأموال والرجال. فسبقه شرف الدولة إلى شيراز. وأقام أبو الحسن بالأهواز. بأبن أخاه صمصام الدولة وتلقب بتاج الدولة. وخطب لنفسه. فجهز إليه صمصام الدولة جيشاً من الترك والديلم، فهزمهم وقتل جماعة منهم. واستولى على الأهواز ووجد فيها أربعمائة ألف دينار وثلاثة آلاف وخمسمائة ثوب ديباج وأربعمائة رأس من الدواب. ووجد جمالاً وقماشاً. فاستولى على الجميع. وجاء الترك والديلم فاستخدمهم وأعطاهم وأحبوه وسار إلى البصرة فملكها ورتب فيها أخاه أبا طاهر ولقبه ضياء الدولة. ثم إنه في شهر رمضان سنة سبعين وثلاثمائة، شغب الجند على صمصام الدولة وفارقه أكثرهم وتسلل الأعيان منهم إلى شرف الدولة، منهم أبو نصر بن عضد الدولة. فعزم صمصام الدولة على الإصعاد إلى عكبرا. فبينا هو في ذلك. احتاطوا بداره وصاحوا بشعار شرف الدولة وخرقوا الهيبة. فانحدر إلى شرف الدولة بنفسه فتلقاه وأكرمه وأنزله في خيمة وأخدمه حواشيه ولما كان يوم العيد. جلس شرف الدولة جلوساً عاماً للتهنئة. ودخل الناس على طبقاتهم وجاء صمصام الدولة، فقبل الأرض ووقف عن يمين السرير. وجاء الشعراء وأنشدوا مدائحهم وغمز بعضهم في شعره بصمصام الدولة خبر. فقيل: حمل إلى فارس واعتقل بقلعة وكحل. وكانت مدة ايامه بالعراق ثلاث سنين وأحد عشر شهراً.

وتوفي شرف الدولة سنة تسع وسبعين وثلاثمائة بعلة الاستسقاء. ونزل صمصام

<<  <   >  >>