ومن المنحول لأبي العلاء المعري:
أبا العلاء يا ابن سليمانا ... إن العمى أولاك إحسانا
لو عاينت عيناك هذا الورى ... لم ير إنسانك إنسانا
ومنه أيضاً:
قالوا العمى منظر قبيح ... قلت بفقدانكم يهون
والله ما في الوجود شيء ... تأسى على فقده العيون
ومن شعر بشار بن برد:
عميت جنيناً والذكاء من العمى ... فجئت عجيب الظن للعلم موئلا
وغاض ضياء العين للعلم رافداً ... لقلب إذا ما ضيع الناس حصلا
وشعر كنور الروض لاءمت بينه ... بقول إذا ما الشعر أحزن أسهلا
وقال أبو بكر بن العلاف، وقد وقع في حفرة:
قالت كأنك في الموتى فقلت لها ... قد مات من ذهبت والله عيناه
عيناي كفاي لا طرف ألذ به ... وكيف يفرح من عيناه كفاه
العز الضرير الإربلي، وقيل هي لغيره:
وكاعب قالت لأترابها ... يا قوم ما أعجب هذا الضرير
هل تعشق العينان ما لا ترى ... فقلت والدمع بعيني غزير
إن كان في طرفي لا يرى شخصها ... فإنها قد صورت في الضمير
أنشدني ناصر الدين شافع من لفظه لنفسه:
أضحى وجودي برغمي في الورى عدماً ... إذ ليس لي فيهم ورد ولا صدر
عدمت عيني وما لي فيهم أثر ... فهل وجود ولا عين ولا اثر
وقال علي بن عبد الغني الحصري:
وقالوا قد عميت فقلت كلا ... وإني اليوم أبصر من بصير
سواد العين زاد سواد قلبي ... ليجتمعا على فهم الأمور