آناؤه. ولكن ربما رشح بالإلحاد إناؤه، وعندنا خبر بصره، والله العالم ببصيرته، والمطلع على سريرته، وإنما تحدثت الألسن بإساءته، لكتابه الذي زعم أنه عارض به القرآن وعنونه بالفصول والغايات، محاذاة للسور والآيات، وأظهر من نفسه تلك الجناية، وجد تلك الهوسات كما يجد العير الصليانة، حتى قال فيه القاضي أبو جعفر محمد بن اسمعيل البحائي الزوزني قصيدة أولها:
كلب عوى بمعرة النعمان ... لما خلا عن ربقة الإيمان
أمعرة النعمان ما أنجبت إذ ... أخرجت منك معرة العميان
وأما ابن العديم، فقال في كتابه الذي سماه التحري، في دفع التجري، على أبي العلاء المعري: قرأت بخط أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن سليمان المعري أن المستنصر صاحب مصر بذل لأبي العلاء المعري، ما ببيت المال بالمعرة من الحلال فلم يقبل منه شيئاً. وقال:
لا أطلب الأرزاق والمولى يفيض على رزقي
إن أعط بعض القوت أع ... لم أن ذلك فوق حقي
قال وقرأت بخط أبي اليسر المعري في ذكره، وكان رضي الله عنه يرمي من أهل الحسد له بالتعطيل ويعمل تلامذته وغيرهم على لسانه الأشار يضمنونها أقاويل الملحدة قصداً لهلاكه، وإيثاراً لإتلاف نفسه. فقال رضي الله عنه:
حاول إهواني قوم فما ... واجهتهم إلا بإهواني
يحرشوني بسهاياتهم ... فغيروا نية إخواني
لو استطاعوا لوشو بي إلى المريخ في الشهب وكيوان
وقال أيضاً:
غريت بذمي أمة ... وبحمد خالقها غريت
وعبدت ربي ما استطعت من بريته بريت
وفرتني الجهال حا ... شدة علي وما فريت
سعروا علي فلم أحس وعندهم أني هريت
وجميع ما فاهوا به ... كذب لعمري حنبريت
انتهى.