للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: أما الموضوع على لسانه فلعله لا يخفى على من له لب. وأما الأشياء التي دونها وقالها في لزوم ما لا يلزم، وفي استغفروا واستغفري، فما فيه حيلة وهو كثير فيه ما فيه من القول بالتعطيل والاستخفاف بالنبوات. ويحتمل أنه أرعوى وناب بعد ذلك. وحكى لي عن الشيخ كمال الدين بن الزملكاني رحمه الله تعالى انه قال في حقه: هو جوهرة جاءت إلى الوجود وذهبت. وسألت الحافظ فتح الدين بن محمد بن سيد الناس، فقلت له: ما كان رأي الشيخ تقي الدين دقيق العيد في أبي العلاء، فقال كان يقول هو في حيرة.

قلت: وهذا أحسن ما يقال في أمره لأنه قال، في داليته التي في سقط الزند:

خلق الناس للبقاء فضلت ... أمة يحسبونهم للنفاد

إنما ينقلون من دار أعما ... ل إلى دار شقوة أو رشاد

ثم قال في لزوم ما لا يلزم:

ضحكنا وكان الضحك منا سفاهة ... وحق لسكان البسيطة أن يبكو

تحطمنا الأيام حتى كأننا ... زجاج ولكن لا يعاد لنا سبك

فالأول اعتراف بالمعاد. والثاني إنكار له. وهذه الأشياء في كلامه كثيرة وهو تناقض منه وإلى الله ترجع الأمور. ومن شعره:

رددت إلى مليك الخلق أمري ... فلم أسأل متى يقع الكسوف

وكم سلم الجهول من المنايا ... وعوجل بالحمام الفيلسوف

ومنه:

صرف الزمان مفرق الألفين ... فاحكم إلهي بين ذاك وبيني

أنهيت عن قتل النفوس تعمداً ... وبعثت تأخذها مع الملكين

وزعمت أن لها معاداً ثانياً ... ما كان أغناها عن الحالين

ومنه:

إذا ما ذكرنا آدما وفعاله ... وتزويجه إبنيه بنتيه في الخنا

علمنا بأن الخلق من نسل فاجر ... وأن جميع الخلق من عنصر الزنا

<<  <   >  >>