فأجابه القاضي أبو محمد الحسن بن أبي مقامة اليمني:
لعمرك أما فيك فالقول صادق ... وتكذب في الباقين من شط أودنا
كذلك إقرار الفتى لازم له ... وفي غيره لغو كذا جاء شرعنا
ومن شعر المعري:
يد بخمس مئين عسجد وديت ... ما بالها قطعت في ربع دينار
تحكم مالنا إلا السكوت له ... وأن نعوذ بمولانا من النار
قال ياقوت: لأن المعري حمار لا يفقه شيئاً إلا فالمراد بهذا، بين لو كانت اليد لا تقطع إلا في سرقة خمسمائة دينار لكثرة سرقة ما دونها طمعاً في النجاة، ولو كانت اليد تفدى بربع دينار، لكثر قطعها ويؤدي فيها ربع دينار دية عنها نعوذ بالله من الضلال. انتهى.
قلت، وقال الشيخ علم الدين السخاوي يجيب المعري راداً عليه:
صيانة العرض أغلاها وأرخصها ... صيانة المال فافهم حكمة الباري
ومن شعر المعري:
هفت الحنفية والنصارى ما اهتدت ... ومجوس حارت واليهود مضلله
إثنان أهل الأرض ذو عقل بلا ... دين وآخر دين لا عقل له
فقال أبو رشاد ذو الفضائل أحمد بن محمد الإخسيكتي يرد عليه:
الدين آخذه وتاركه ... لم يخف رشدهما وغيهما
رجلان أهل الأرض قلت فقل ... يا شيخ سوء أنت أيهما
قال سبط الجوزى في المرآة، قال الغزالى: حدثني يوسف بن علي بأرض الهركار، قال دخلت معرة النعمان، وقد وشى وزير محمود بن صالح صاحب حلب إليه، بأن المعري زنديق لايرى إفساد الصور، ويزعم أن الرسالة تحصل بصفاء العقل؟ فأمر محمود بحمله إليه وبعث خمسين فارساً ليحملوه، فأنزلهم أبو العلاء دار الضيافة فدخل عليه عمه مسلم بن سليمان، وقال يا ابن أخي قد نزلت بنا هذه الحادثة، الملك محمود يطلبك، فإن منعناك عجزنا، وإن أسلمناك كان عاراً علينا عند ذوي الذمام، ويركب