الحمد لله رب العالمين، وإن كان يقل مع حق جلاله حمد الحامدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين وإله الآخرين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وعلى سائر من اقتفى أثره وتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فما زلنا أيها المباركون والمباركات! نتفيأ ظلال طرق المدائح النبوية؛ تلكم القصائد التي قيلت في سيد الخلق وأشرفهم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
وقبل أن نشرع في القصيدة التي اخترنا أبياتاً منها في لقاء هذا اليوم، يحسن بنا أن نستصحب أموراً: أننا في هذه اللقاءات لا نريد أن نبين المنهج العام والصناعة الأدبية لتلك القصائد، وإنما نريد أن نتخذ من تلكم القصائد مطايا نصل بها إلى الكثير من الخفايا من سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم، وما يمكن أن نستقيه وننهله من نعيم سيرته العطرة وأيامه النضرة صلوات الله وسلامه عليه، فما هذه القصائد إلا مدخل للنظر في السيرة، وبيان كيف وفق أولئك الشعراء إلى صياغة مناقبه وخصاله وأفضاله صلوات الله وسلامه عليه.