للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الذين اتهموا وبرأهم القرآن]

وهنا نقف قبل أن أسترسل في مسألة ما الذي تستفيده أنتَ وأنتِ أيتها المباركة عندما نتكلم عن قضية الاستنباط من الآيات، نحن لم نأت هنا لنذكر تاريخاً نقرؤه قرأه عشرات والمئات قبلنا، لكن نأتي هنا لنذكر استنباطات نقدمها للناس؛ حتى يعرف الناس بأي طريقة يقرءون القرآن، ويستنبطونه، ويعرفون ما فيه من مناهل، ففي كتاب الله جل وعلا وفي السنة أيضاً ذكْر أربعة اتهموا، والأربعة هؤلاء الذين اتهموا برأهم الله، فنأخذهم تاريخياً: فيوسف عليه السلام اتهم بامرأة العزيز، فبرأه الله، قال الله: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا} [يوسف:٢٦]، فجعل البراءة على يد رجل أو طفل كان موجوداً في الدار، وأما موسى عليه الصلاة والسلام فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر في الحديث القدسي أن الحجر شهد له لما أخذ ثيابه، فأصبح يتبعه فرآه بنو إسرائيل عرايناً، فعرفوا أنه بريء مما رموه به من عاهة في جسده.

ومريم الصديقة اتهمها قومها: {لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا} [مريم:٢٧]، فبرأها الله بأن أنطق الله نبيه: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا} [مريم:٣٠].

والرابعة: عائشة فقد اتهمت في عرضها، فبرأها الله بآيات أنزلت من فوق سبع سماوات تتلى إلى يوم القيامة: {أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ} [النور:٢٦]، فهذا كلام رب العزة فيه البراءة العظيمة لأم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها.

فهذا أول ما يمكن أن نأخذه من معان زاخرة من حديث الإفك.

<<  <  ج: ص:  >  >>